أوراق الورد .. العطر .. العمر .. الليل فى صيف هادىء
كلها وغيرها أشياء لا يلتفت اليها المرء
لهفة وإشتياقا وبعد .. أو قسوة وهجر وجفاء .. فى الحالتين
تتشابه الأعراض .. وتتشابه النتائج .. فالغائب أبدا لا يعود
وعلى المدى لا يزال الوهم متجسدا فى هيئة انسان يطل من بعيد ..
هيئة نعرفها تتشكل جزءا فجزء على طول الطريق .. ودقات نسمعها
فنذكرها لتحكى لنا ذرات التراب حين خطا عما كان .. ونقضى اللحظات
ننتظر .. فلا الهيئة المتجسدة تقترب أو تتلاشى .. ولا الدقات تتضح او
تنتهى .. انما يظل السراب العالق فى نهاية الطريق يمنح الأمل ويأخذه
فى لحظة واحدة .. وتنتهى الدنيا .. ويفنى العالم .. ويظل الطريق على
بعده .. تمتد اليه الكفوف فلا تصل .. تكاد تدنو الأنامل
فيتلاشى .. ويظل العطر مع النسمات يلهو .. ويظل القمر ينتظر ..
والليل هائم بين الأبواب والنوافذ .. ويظل الصيف والشتاء .. ويظل
الوهم بعيدا وليس بعيد .. يدور الكون والوهم فى موضعه فى سكون