مين يقول ان اللى فات ولى .. دا كل شىء فات ساب أثر

السبت، ٢٢ ديسمبر ٢٠٠٧

الرماد




طريق طويل على من يمشيه أن يؤمن بالمستحيل


إتفقنا على أن نفترق .. ودعنا أمانينا وتعاهدنا على نقض عهودنا الأولى بلا شروط جزائية مفروضة من كلينا اللهم إلا النسيان .. فرضناه على روحينا فى سبيل العيش بضمائر غير مذنبة فى حقينا، وقلوب خالية من الألم تتذكر ما فات وكأنه حلم مر بالبال وراح فرض كل منا على نفسه وعلى الآخر أن ينسى، ونسينا فى خضم معركة النسيان أنه سلاح غير مطوع ليدينا .. لعبنا بنار البعد فإحترقنا وبات رمادنا يتناثر كل حين بما حاولنا ان ننسى .. رماد فاح عبيره على البعد بعد أن تناءينا


...... هو طريق طويل على من يمشيه أن يؤمن بالمستحيل، وأن يرتدى عباءة الفضيلة والغواية فى آن واحد .. ويهتدى فى سبيله الى النجوم بشعاع من ضوء القمر فى معظم الأحوال يخاطر بأن يتكشف له على حقيقته كشعاع وهمى .. ولكن لأنه الحب .. يمضى السائر فى طريقه وهو قانع ان هذا الشعاع هو القضيب الحديدى لقطار العمر الذى لقيه أخيرا على حين غرة ليأخذه الى العالم الآخر .. عالمه الوحيد


عندما نظرت الى تلك الخطوط الرقيقة المشدودة تحت هذه السطور .. تخيلت أناملها وهى تحتضن الكتاب، وعينيها تقبلان كلماته فتتوقف عند هذه السطور وتعلمها بالذات .. وتذكرت اليوم الذى جاءتنى فيه بإبتسامتها الواثقة البطيئة تطل من عينيها ثم تستكين على شفتيها فى هدوء وهى تخبرنى أنها قرأت هذا الكتاب، ولى منها فيه بضع كلمات .. كان ذلك منذ عام .. لم تكن تحسن التعبير أمامى عن نفسها رغم انها روح معبرة .. لكنها أمامى كانت تصمت وأحاول أنا أن استشف من عينيها معنى الصمت .. ففى عينيها كانت تنهار كل حوائط الكبرياء .. حتى كان هذا الكتاب .. عندما أعطتنى اياه وشفتاها تقولان إقرأه فى متعة فإنه هدية صديقة كانت عيناها تقولان أرجوك إفهمنى فيه .. أحببتها من عينيها .. من صمتها .. من رقتها اللامتناهية .. من صمتها المحير المنتظر .. من خوفها المترقب لكل شىء محتمل .. لكنى للأسف لا أؤمن بالمستحيل .. ولا أعرف عن القمر سوى وجه قبيح نراه ان إقتربنا منه ولامست أقدامنا سطحه .. ولا أعرف عن النجوم سوى أنها كواكب صماء صغيرة مهجورة .. ليس عليها حياة لا ماء ولا يابس .. ولما قرأت الكلمات المخططة إنتبهت، وتبينت حقيقتى وحقيقتها .. تبينت اننا لم نكن يوما أصدقاء .. أحببتها .. وأحببت فيها ومعها حياتى .. رغم أنى لا أؤمن أنه من الممكن أن يصير الإنسان يوما رماد وهو حى يتنفس .. وهى على رقتها المعهودة تطمئننى .. فالدنيا لديها ابسط بكثير من أن تورثنا الهلع .. وجدت فيها ما أبحث عنه .. لكنى لا أحب القطارات ولا القضبان، وأخاف السفر .. وهى مسافرة دائمة لا تكاد تستقر .. فراشة تتنقل بين الأزهار طليقة حرة .. طير متمرد لا يستهويه قفص .. ولأنى لا أؤمن بالمستحيل ولأنها فى حد ذاتها درب من المستحيل .. لم أؤمن بنفسى فيها، ولم أجزم بالبديهيات التى تحتويها .. صدق وود خالص .. تلك الرقيقة خطت فى كتاب الرماد تحت سطور من نفسها المتمنية الحب المتأهبة لطريقه الشائك رسالة فهمتها لكنى لم أؤمن بها .. خوفى أن أفقد دفأها فى حياتى ، وأنانيتى فى إمتلاكها جعلتنى أريدها .. لكننى لم أؤمن بها ففقدتها، وآثرت بقائها صديقة ..ظننت أنها بصداقتها دائمة الوجود فى عمرى بلا خوف أو شد أو جذب .. مهما تفرقنا ستبقى ركنا قائما أرتكن اليه كما كنا قبل أن نكون .. لكنها إنطفأت، وتظاهرت أنا بالإشراق .. كذبت وتركتها ترحل .. وأنكرت شفتاها الحزن وصدقت عليه عيناها .. وإستولانى الذنب فما عدت أستطيع التطلع اليها لأطمئن لأنى كنت أرى ذنبى وخسارتى الفادحة


حياتى لازالت هى حياتى .. تمضى لكنها ليست كما هى .. وها أنا بعد عام صدفة عثرت على الكتاب .. صدقت كلماتها .. صدقت رقتها .. وصدق إحساسها .. فأنا وهى صرنا رماد رغم إبتساماتنا الرائعة الواثقة .. لأننا وحدنا اشتممنا رائحة الحريق

الأربعاء، ٥ ديسمبر ٢٠٠٧

ساعة




قد حملنا الحب فى دواخلنا وقد نسيناه .. وإنشغلنا فى فراغ غير متناه حتى نسينا اننا يوما قد حملناه


ترى من يسمع صفير الريح الحارة فى طريق مشمس تناثرت على جنباته شجيرات وأوراق خضراء يانعة تتباهى بحسنها رغم الجو الخانق .. ليس غريبا ألا يسمع ذلك الصفير أحد .. فكل أهل البلدة إما نيام أو واقعين تحت تأثير مخدر الماء البارد فيبتلون ويبتلون حتى تظنهم فى طريقهم الى الذوبان .. هدأت الحركة فى كل مكان إلا على الطريق الفرعى المطل على البحيرة حيث توقفت سيارة أجرة أخذ محركها فى الصياح المزعج بينما إنشغل السائق فى محاسبة زبونته التى أجزلت له العطاء فى البقشيش حتى ذكرها فى نفسه على أنها من الأثرياء، وقد فوجىء بها تطلب إليه أن ينتظرها قليلا فسوف تعود معه، وقبل أن يعترض بادرت قائلة أنها سوف تعطيه ما يشاء .. فحدثته نفسه ألا بأس بما أنه سيأخذ ما يريد، كما أنها سوف تريحه من عناء اللف فى طرقات خالية فى مثل هذه الساعة فى محاولة فاشلة لإصطياد زبون ليقله إلى مكان ما .. فأطفأ السائق محرك السيارة، وإضطجع فى كرسيه بوضع وجده مريحا لينتظرها حتى تعود .. بينما سلكت الشابة طريقها فوق العشب على جانب هابط من الطريق فى محاولة للإقتراب من البحيرة .. وقد تساءل السائق فى نفسه ترى ماذا تفعل فتاة مثلها فى مكان كهذا فى مثل هذا الوقت .. ثم إبتسم فى خبث لنفسه وأومأ برأسه وكأنه عثر على شفرة هذا السر، وأكد أنها هنا على موعد مع شريك .. وما هى إلا لحظات حتى يصبح هو الشاهد الوحيد على موعدها الغرامى


دارت كل هذه الأفكار فى ذهن السائق الفضولى بينما إجتازت "حور" طريقها نحو البحيرة، وكانت كلما إقتربت كلما تذكرت نفسها .. تلك الصغيرة ذات الشعر الأسود القصير التى تعبث بحشاش الأرض قرب البحيرة .. إنها تعبث حقا لكنها لا تحاول مجرد المحاولة أن تبتل بالماء .. ربما لأنها تكره أن تبتل ملابسها، وربما لأنها تخاف البحيرة .. فلطالما سمعتها تناديها، وآلاف المرات قد كذبت أذنيها وسدتهما .. لكن أصداء النداء لا تلبث تعاودها هاتفة لها فتمشى مسيرة نحو البحيرة وتكتفى بالتحديق بها ثم الجلوس شاردة بينما تمتد أناملها بحركة لا إرادية لتعبث بزهرة أو عود أخضر .. ففى ذلك الوقت من كل عام كان الجميع يهربون من حرارة الجو الى بيوتهم عداها هى .. ففى ظل الفراغ الكبير الذى تخلفه الإجازة الصيفية فى نفسها كانت دائما ما تهرب الى البحيرة لتلهو على حافتها بالضبط كما وجدت نفسها الآن، وبعد مرور عشرة أعوام منذ إنهائها دراستها الثانوية ورحيلها عن المكان .. جاءت اليوم وهى تتذكر طفولتها الأولى، والأيام البكر .. تلك الأيام الصغيرة التى بدا فيها كل شىء متضخما، ولكنه لم يكن كذلك.. إنما يكمن السر فى قامتها التى لم تستطل بعد، فكانت معظم الأشياء بعيدة عنها تنظر إليها من أسفل .. مقابض الأبواب، صنبور المياه، المرآه فوق الصنبور والتى يهذب فيها والدها لحيته كل صباح .. تذكرت والديها .. ففى ذلك العمر بدت كل الأشياء بعيدة جدا عن أناملها لكنها بندائها أبى أو أمى .. كانت تنال ما تريد .. هى ربيبة أبوين محبين أحيانا ما عمدا إلى شىء من الشدة فى تربيتها .. وقتها لم تعرف سببا .. لكنها الآن تفهم .. إنها تعى أن العالم يكتظ بالشرور والمساوئ، وقد أراد لها والداها درعا لينأى بها عنها


جلست" حور" تتأمل البحيرة وأناملها تعبث بالحشائش .. وتساءلت ترى ماذا تعنى البحيرة لها .. أهى رمز لحياتها تتراكم فيها الأحجار المقذوفة حجرا تلو الآخر حتى يأتيها يوم تردم .. ولهذا جاءتها بعد طول غياب، ولهذا كانت تظن دائما أنها كانت تناديها.. ربما جاءتها اليوم لتواسى نفسها بأن ها هى البحيرة لم تزل باقية .. رغم كم الأحجار التى القاها ويلقيها وسوف يلقيها الناس فيها .. فتبتلعها كدأبها فى دوامات السطح بينما يستكين الحجر فى القاع لا حول له ولا قوة .. هكذا هى أحزانها وهمومها فيها .. وربما جاءت لتلقى بالبحيرة الحجر الأكبر .. أو لنقل لتسر اليها بعدم قدرتها على الإحتمال .. وربما جاءت لأنها فقط أرادت المجىء لتنسى نفسها ولو ساعة .. فتخرج من ثوبها الذى تعرفه ويعرفها الناس به لتكون للمرة الأولى منذ زمن بعيد على سجيتها هى، فتخلع أقنعة الهناءة وراحة البال، وتنزع الإبتسامة، وتذيب التجلد من عينيها .. فيصبح وجهها كما تعرفه فى مرآتها بلا تجميل .. جاءت لساعة لتستمتع بمعنى السكون، وترتاح فيها من ضجيج الكون وأصواته وحركاته وهمزاته ولمزاته .. تبتعد عن مشكلاتها مع أقاربها حول إصرارها أن تعيش فى شقة والديها رغم أن بيوت أعمامها وعماتها، أخوالها وخالاتها مفتوحة على مصراعيها لها .. لكنها تصر وتستمر تجادل وتناقش فى أنها تريد أن تحيا فى بيتها، وترجو ألا يفسد عليها هذا الأمر علاقتها بهم، فهم لها وهى لهم .. ويجادلون ويناقشون كيف تعيش فتاة فى مثل سنها وحيدة بعد وفاة والديها، ستأكل ألسنة الناس وجوههم .. ويهددون بالقطيعة ولازالت تجادل وتناقش وتحاول فحينا تستميل فردا وحينا ينفر منها آخر .. تبتعد عن وجوه الطامعين في مكان عملها .. فى الحافلة التى تستقلها .. فى السوبر ماركت القريب الى بيتها .. رجال متزوجين وغير متزوجين .. أصبح مجرد حديثهم معها نوع من أنواع اللذة التى يستطيبونها، وكأنها كسر لملل حياتهم اليومية .. وهى قد احتارت فى التفسيرات والتبريرات ولم تعد تستطيع التفرقة بين الباحث عن التسلية فى كلمة أو حوار أو موقف، وبين الشهم حقا والذى يبغى خيرها .. تبتعد قليلا حتى عن أصدقائها وعالمهم الذى تحبه لأنها تريد أن تشتاق اليهم فتحبهم أكثر ويفتقدونها لتعود إليهم فترى فى أعينهم نظرة الحب الخالص البرىء الذى يجمع القلوب الصديقة على وفاء وود .. جاءت الى هنا لتبتعد أقصى البعد عن ظمأها للحب .. لتبتعد عن الذكرى التى تلح .. عن إلهامه الذى تراه فى كلماتها، وتختلقه فى ردود أفعالها .. لتبتعد عن القصة الوحيدة التى شعرت فيها أنها ظالمة ومظلومة .. ظالمة لأنها إعتقدت أنها تصلح له .. ومظلومة لأنها أحبته.. ورغم سنين العمر التى مرت .. لا زالت تتآكلها الأفكار والتكهنات التى قد تدور بخياله بعد أن إنتهيا .. ترى كيف يفكر .. إنها تهتم بشدة لصورتها لديه حتى بعد التنائى .. حتى بعد تشتت السبل اللانهائى .. لازالت تتوق لمعرفة كيف هى فى عينيه .. هل يلومها لأنها أغوته ببراءتها .. هل يحملها ذنب تصريحه بالحب لأنها شجعته بنظرتها المستكينة وصمتها الدائم أمامه .. هل إنتقص من قدرها لديه شيئا لأنه حين فاتحها فى رغبته فى الإرتباط بها طوال العمر لم تتردد، ولم تطلب ثوان لتفكر .. لم تتدلل .. بل أحنت الرأس وأومأت بالإيجاب البسيط .. هل كان قلبها سهل المنال بالنسبة له .. هل صدقها هو ما جعلها تفقده .. ومن يستطيع أن يحدث عن الإفتقاد قدرها هى .. رغم أنها لم تعد تبكى .. رغم انها لم تعد تذكر أين ومتى وكيف .. لكنه مازال يدوى بداخلها كناقوس أبدى حكم عليها به للعذاب .. لم تعد تراه فى كل الناس .. ولكن أصبح الناس وكأن لا وجود لهم .. تتناثر الأيام حولها وهى تفتش عن لحظات للمرح والسعادة .. تفتش عن لحظات لا يكون هو فيها .. تحاول جاهدة لتكمل المسيرة .. فقد أخطأت حينما صبت حياتها بأكملها فى قالبه .. أخطأت لأنها تغافلت حقيقة أن حياتها كالزئبق .. قد تأخذ شكل القالب لكنها سرعان ما تنساب متسللة من أى شق قد يهمله هذا القالب .. ولكنه لم يكن مجرد شق .. قد كان صدعا أفلتت منه حياتها نوبة واحدة .. وفجأة وجدت نفسها من دون هذا الذى تعرفه .. تتساءل هل تستطيع يوما أن تتقولب فى أحد غيره .. هل تدرك ماذا تريد .. من تريد ومن لا تريد .. كلها أسئلة أصابتها بتعب شاق تلاحقت أيامها به حتى مرت خمس سنوات وهى لا تزال كما هى .. ربما لم تعد تحبه .. ربما لا تذكر يوما لهما معا .. لكنها مسجونة فى سجن الخوف أن تحاول عبوره .. فتكون كمن نجا من حفرة ليقع فى اليم


توقفت أناملها عن العبث، وأغمضت جفنيها من التعب ثم فتحتهما على البحيرة، وتنفست .. ثم نظرت إلى السماء فى تضرع المنتظر


مر الوقت على السائق فى عربته وئيدا مما جعله يشعر بالندم على موافقته على إنتظارها، وقد هم بالرحيل أكثر من مرة .. لكن ضميره كان يوسعه لوما وعتابا .. فكيف لمثل هذه الشابة أن تعود وحيدة إلى المدينة والطريق يكاد يكون مقفرا خاصة والظلام سوف يحل قريبا .. فكان يصبر نفسه تارة بالعبث بقنوات الراديو .. وتارة بإشعال سيجارة .. وأخرى بالروحة والجيئة أمام سيارته لعله يراها فيدعوها للرحيل .. لكن أكثر ما كان يود أن يراه هو ذلك الرجل الذى تأتى مثل هذه الفتاة إليه فى هذا المكان وفى ذلك الوقت .. من المؤكد انه رجل غير عادى .. ولأن نفسه الفضولية لا تهدأ .. فقد أغلق سيارته جيدا ثم سار على نفس خطاها فى الطريق الذى سلكته، وما هى إلا بضع خطوات حتى أطل برأسه من عل فرآها جالسة فى هدوء توليه ظهرها .. ولمبلغ دهشته فقد كانت وحيدة .. لم يكن يجالسها أحد .. إرتفع حاجبيه وجحظت عيناه من عمق الدهشة، وطأطأ رأسه لبرهة ثم فوجىء بها تنهض وتنفض ما علق بثوبها من الحشائش وتستدير لتعود .. فأسرع عائدا إلى سيارته وأخذ يلعن ذلك الشخص الذى جاء بها الى هنا ولم يأت .. وفجأة تساءل، وإذا لم تكن على موعد مع أحد فلماذا تأتى إلى هنا بلا سبب؟ .. إن مثل هذه الفتاة آخر ما قد توصف به هو الجنون .. وما هى إلا لحظات حتى أقبلت فى خطواتها الهادئة تسير مقتربة من العربة، وقد رسمت على وجهها إبتسامة شكر وحادثته


· أشكرك على إنتظارى .. فقد توقعت أن تكون قد رحلت


ودخلت إلى المقعد الخلفى وجلست، ثم جلس هو الآخر فى مقعده ونظر إليها فى المرآة الأمامية قائلا


· لا شكر على واجب .. لقد أجزلت لى العطاء مرة، فلماذا لا أنتظر المزيد


وفهمت على الفور مقصده بأنه يذكرها أنها وعدته بما يريد .. فأجابته بإبتسامة الفهم ثم حولت عينيها إلى الطريق .. وكانت هذه آخر كلمات تبادلاها بعد أن فتح الراديو فإنبعث صوت فيروز " تيجى هاك البنت .. م البيت العتيق .. ويقلها انطرينى وتنطر عا الطريق .. ويروح وينساها وتدبل بالشتى .. حبيتك بالصيف .. حبيتك بالشتى .. نطرتك بالصيف .. نطرتك بالشتى .. وعيونك الصيف وعيونى الشتى .. ملآنة يا حبيبى .. خلف الصيف وخلف الشتى " .. تنفست عميقا وتاهت عيناها بين التفصيلات المارقة لجانبى الطريق .. بينما ظل هو ينظر إليها كل حين فى مرآته ويفكر


· يا إلهى .. إنها حقا لم تكن تنتظر أحدا .. لقد جاءت لمجرد المجىء .. فهدوءها وإبتسامتها لم يظهرا سخطا بسبب تخلف أحد عن ميعاده


إنما كانت سكينة فى نفسها وإبتسامة على شفتيها لم تستطيعا أن تمحوا الحزن العميق القابع فى عينيها اللتان حاولتا أيضا الإبتسام .. ذلك الحزن الذى رآه وضاعف من تساؤلاته .. ترى ماذا هناك .. وإستمرت نفسه اللحوح تلهبه بأسواط أسئلتها التى لن يجد عليها الإجابة يوما حتى إكتفى منها بذلك فنفض رأسه فى حركة مفاجئة جعلت " حور" تنظر إليه فى دهشة فنظر لها فى إعتذار صامت عادت على إثره لمتابعة الطريق من جديد .. بنفس الإبتسامة التى سكنت شفتيها .. مع إرتفاع ناظريها الى السماء فى تضرع المنتظر

الاثنين، ١٩ نوفمبر ٢٠٠٧

بداية



تمتاز البدايات دائما بالترقب، ودقات الإنتظار .. بإنشغال الفكر والفضول الغير منقطع .. ترقب الأحداث تأتى تباعا وتوغل فى العمق .. ودقات إنتظار الساعة، والهاتف، واللقاء .. وإنشغال الفكر بمحاولات مستميتة للتعرف على الشىء الجديد الى أين سوف يمضى ويأخذنا .. والفضول لمعرفة أدق الدقائق عنه وكأنه دنيا جديدة نحاول جاهدين ان ندخلها .. تمتاز البداية بإنتباه الحواس جميعا لإحتواء هذا الوافد، وتسارع الأمانى حينا وحينا تباطؤها .. بفرحة غامرة تولد من لا شىء وتستمر للا شىء يقتلها الخوف من الغد .. يقتلها الظن بأنها ربما كانت أوهام .. تحلو البدايات كثيرا بالتوقع الحلو فى أحلام اليقظة .. وتصعب دوما بالشك وخيبة الرجاء لأنها لم تزل بدايات .. خيام ربما نصبت ولكن من دون وتد

الثلاثاء، ٦ نوفمبر ٢٠٠٧

الجسر




استمتع بنقرى على الطرقات فى دقات منتظمة مرتبة بينما يرن فى أذنى لحن ذلك الدولفين المعلق امام باب شرفتى .. فكلما عانقه النسيم أصدر لحنا محببا الى نفسى فأسترجعه من حين لآخر ليصاحب خطواتى على الطريق فأصير أشبه براقصة تؤدى رقصة نقرية على لحن ايقاعى .. أتلفت يمنة ويسرة وكأنى اعيد اكتشاف العالم من جديد .. أفتح رئتى عن آخرهما فأستنشق أكبر قدر أستطيعه من العبير .. هو عبير مختلط التكوين ما بين رائحة الياسمين والورد وماء النيل .. رائحة النسيم ساعة ما قبل المغيب .. كنت أخطو وأنا فى كامل أناقتى فوق ذلك الجسر والذى يربط بين محطة المترو التى تقلنى الى منزلى، وبين شركة كنت أتم فيها مقابلة عمل .. لطالما مررت فوق هذا الجسر لشهور مضت لإنجاز بعض الدراسات فى هيئة أجنبية .. وكنت كلما عبرت فوقه استشعرت وكأن العالم يجب وأن يتوقف لحظة حتى أعبره بنفس سكينته وأثره المريح فى نفسى .. كنت أخطو بخطوات واثقة تكاد تكون سعيدة .. ليس بمقابلة العمل لأنها لم تكن كذلك، ولكن بمقابلة الجسر مجددا بعد وقت طويل .. وتوقفت مرة أخرى فى منتصفه أرتكن الى الحاجز أتطلع الى صفحة الماء وضفتيها .. هذا سباق للتجديف .. وهذه مركب شراعى صغيرة تتهادى فى جانب .. وعلى الجانب الآخر تسكن تلك الحديقة الهادئة التى لطالما القت صديقة لى على مسامعى تفاصيل لقاءاتها هى وزوجها الذى كان خطيبا حينئذ .. وعلى مد البصر خطوط لا متناهية من أشعة تلمع بلون الشمس تعانق النيل الجارى تأخذ معها احساسى وتسير وتسير الى مالا نهاية .. آه .. كم افتقدت هذا العبير .. هذه السكينة .. وهذه الوجوه التى لا أعرفها ولا تعرفنى .. تمر الى جوارى بعضهم يلقى لى بالا، وآخرون يمضون فى سبلهم يتحادثون أو يفكرون أو فقط يسيرون .. ومعظمهم لهم ملامح غير شرقية أتو سائحين ليشاهدوا بلادنا، ويشاهدوننا نحن أيضا


لا أدرى لماذا هذه البقعة بالذات .. ربما لأنى مجازا لست أمشى فوق الأرض .. وربما لأنى هنا أشعر أنى قد خرجت من نفسى وتمثلت لى طيفا وكأنه مرآة لى وكأننى ملكة من الأزمان الغابرة فى ثوب ساحر أتميز جاذبية .. فتفتح لى كل الأبواب وتحنى الرؤوس حبا واحتراما .. وتتولى يدى توزيع الهدايا، فأدور أوزع الإبتسامات والدعوات، أرفع عن المهموم همومه، وأسد أبواب العجز والجوع والمرض .. فى هذه البقعة أشعر حتى أنى قادرة على الطيران .. وأفيق أجدنى أقف فى منتصف الجسر مبتسمة أتلفت يمنة ويسرة .. فإذا الشمس فى الرمق الأخير ومازال فى الدنيا بعض الضياء .. وتناثر الناس فوق الجسر هنا وهناك كل يحلم حلمه أو يعيش وهمه ولو للحظات .. ابتسم .. وأنسى مقابلة العمل الفاشلة .. وأعود أدراجى .. أحاول ان استمتع بنقرى فى خطوات منتظمة بينما يرن اللحن فى أذنى .. أحاول ان تستهوينى تلك الدقات

الأحد، ٢٨ أكتوبر ٢٠٠٧

من فوق حقيقة هذا العالم




سارا الهوينا يدا بيد .. يرتديان نفس الألوان .. هو .. طويل متين البنية فى جينز أزرق وقميص ابيض .. هى .. رقيقة البنية فى تنورتها الزرقاء وحجابها الأنيق .. تخطو الى جواره بقامتها التى تحاول جاهدة لتطال حدود كتفيه فبدت كعصفورة تتهادى فى ظل مارد تتكىء عليه بمرفقها .. تتهادى وهى تربت على ذلك الضيف الذى تحمله بداخلها وكأنها تهدهده قبل ان يأتى الى عالمهما وتحضره ليعتاد على صوتيهما فيأنس بهما فى كونه الداخلى الوحيد .. لم يكفا عن الابتسام والالتفات لبعضهما البعض وكأن الطريق قد خلا الا منهما .. حانت منه التفاتة الى مقعد شاغر من مقاعد الجلوس على الكورنيش فاقتربا منه وكادت تجلس فمنعها وانحنى يطيل النظر الى المقعد .. نفخ فيه بشدة محاولا ان ينفض عنه غباره ثم اخرج منديلا ليتم عملية التنظيف .. جلست ونظرها معلق به حتى جلس الى جوارها .. ليسا متباعدين، وليسا متلاصقين .. والناس تذهب وتجىء امامهما والسيارات مارقة كل الى سبيله ومبتغاه الا هما .. وكأن كل منهما قد وجد فى الآخر مبتغاه .. أخرج من كيس بلاستيكى كان يحمله كوبان بلاستيكيان وملعقتان .. ناولها واحدة وأخذ هو الأخرى وهم أن يفتحها فوضعت كفها فوق الغطاء مبتسمة وعالجته أناملها فإبتسم لها شاكرا ثم قال بضع كلمات اضحكتها ودفعتها لتضرب بخفة على ذراعه .. وخلال حديث وكلمات بسيطة أنهيا كوبيهما .. انهاه هو أولا وكاد ان يتركه الى جواره تلهو به الريح .. لكنه لمح الكيس البلاستيكى فتناوله ووضع فيه كوبه الفارغ ثم كوبها .. حدقت اليه لثانية ثم اخرجت منديلا مسحت به شيئا عن وجهه .. هندمت ملابسها ثم أخذ يدها فى يده ونهضا يتحادثان وكأنهما يتهامسان من فرط بساطة الكلام .. وضع الكيس فى اقرب سلة للقمامة .. وأخذا يسيران الهوينا يدا بيد .. والناس تروح وتجىء كل فى حال .. والسيارات مارقة كل الى سبيله ومبتغاه

الأربعاء، ١٧ أكتوبر ٢٠٠٧

آدم و حواء




أستمع لدقات خطواتى وأنا انزل درجات سلم منزلنا حتى وصلت الى البوابة الخارجية .. بعثت نسمة الهواء الباردة بعض الدمعات الى عينى بحرقة خفيفة .. سلكت طريقى المعتاد للجامعة وتركت خطاى تأخذنى للطريق الذى تعرفه بينما كان ذهنى منشغلا بأمور أخرى


تختلط فى قلوبنا ابسط المشاعر بإختلاط الأيام والوجوه السابحة فى مداها .. فحينا تعلو بأرواحنا علوا نظن بعده أنه السمو فى أبهى ألوانه .. ثم حينا تتدنى حتى نظن ان كل حروف الغفران لا تكفى لمحو خطيئة الزلل المتدنى .. ولكن وان تساءلنا هل السمو سموا خالصا .. وهل التدنى هو قاع الخطايا .. ام ان تلك القمم فى العلو و الهبوط هى الأخرى مختلطة الحقائق ككل الأشياء حولنا الا اننا نولد ونموت، والميلاد والموت حقيقتان ثابتتان .. واثقتان، وكل ما بعدهما قابل للشك فى قدسيته .. قابل للتغيير فى ماهيته .. من الممكن الإلتباس فيه بين ظرف وظرف .. حتى أقدس العهود .. الإيمان والحب .. لم تعد تلك خالصة فى علاها ولا فى دنوها .. لا شىء معروف ولا شىء مؤكد .. فنحن عندما نؤمن بشىء قضية او عقيدة او انسان، ونحن عندما نحب .. لا نكون انفسنا التى نعرفها .. يدهش كل منا اكثر ما يدهشه .. الأنا الجديدة التى يعيشها


قد تتساءل ما الذى يدفعنى لهذه الأفكار وما جدواها .. انا حقا لا أعرف .. كل ما أعرفه انى التقطت أفكارى وكأنك امامى تحادثنى وأحادثك .. سيسطر قلمى هذه الكلمات فى وقت ما وهو فى قمة احساسه الدائم بالحب يختلط بالشك، وفى قمة احساسه بالأمن يختلط بالخوف .. انه المزيج الذى يجعلنا متذبذبين كنبضات القلب .. قد سئم الناس من حكايات الحب .. وسئمت انا، وسئمت انت .. لكن قلوبنا لا تعبأ ولا زالت تحب .. فإلى اين هذا الحب؟ .. الى حياة عبثية أم الى ما بعد تلك الحياة .. الى حيث امتنع الشك واتضح اليقين لربما نلتقى ونحيا


نولد ونموت .. وبينهما خلقت حواء لآدم تؤنسه، وتعينه وتكون دفئا للأيام والليالى الباردة .. فلماذا يأبى الرجال اليوم على نفوسهم حواء يركنون اليها .. ربما شكا فى أنها لم تعد تملك هذا المسكن الذى يتوقون اليه .. ولماذا تأبى النساء على نفوسهن آدم يأمنون عنده .. ربما خوفا أن يكون الأمن قيدا تسيرن اليه صاغرات فتذبل اجنحة الفراش وتغلق النوافذ وتعدم الحدائق الخلفية وتضيع مع كل هذا ارواحهن


بين الشك آدم، والخوف حواء تتنازع الأيام والأعمار كما نتنازع انا وانت .. لذا دعنى اخبرك انت آدم تستميت حاجة الى رغم قوتك .. وانا حواء فى أضعف حالاتى دوما رغم كبريائى .. لأننا هكذا خلقنا .. نحتاج فنبحث لسد الإحتياج فنتشبع، وترتكن كل نفس الى الأخرى لتبدآ سويا رحلة الإيمان .. لتبدأ العبادة الحقيقية .. الإيمان المطلق ورسالة الإعمار .. نبدأ سويا لنرق سويا .. بين الميلاد والممات الدنيا التى نظننا نعرفها ليست أحلى بدونك .. وليست أكمل بدونى

الثلاثاء، ٢ أكتوبر ٢٠٠٧

ويبقى شىء آخر






تأتى بعض اللحظات بغتة بلا تنبيه ولا توقع .. فتغير الإستعداد الشخصى لإستقبال الأشخاص والأحداث .. وتغير الجو المحيط بالمرء فتتلون الهالة التى تحيطه بلون غير اللون .. ومن هذه اللحظات تلك التى قضيتها منذ يومين فى سيارتى عندما كنت متوجهة من بيتى الى الجامعة .. فبينما كانت اناملى تعبث بمفاتيح الراديو علها تعثر على شىء استطيع سماعه يخفف عنى قيظ الظهيرة .. عانقت الكلمات اسماعى وذهب اللحن بروحى الى حيث لا اريد


يا أعز و أغلى وأطيب قلب

فسر للعالم معنى الحب

وان شاوروا وقالوا عليك طيب

خليك هنا من قلبى قريب

وكفاية تكون انسان فى زمان

فيه طيبة القلب بتتعيب

يا طيب


حبيتك انا

مع ان الحب اللى جمعنا

مابقاش له مكان زى زمان ابدا ولا معنى


خد قلبى وهات قلبك هاته

يابو قلب حياتى فى دقاته

الحب دا عقد من الياسمين وقلوب العشاق حباته

والحب دا عمر وغيرك مين يقدر يسعدنى بأوقاته

صبح اللى يحب فى ايامنا طيب وكمان على نياته


ايه يعنى يقولوا عليك طيب

بس انت تكون منى قريب

وكفاية تكون انسان فى زمان

فيه طيبة القلب بتتعيب

يا طيب


تغيرت نفسيتى واستقبلت روحى دفقات متتابعات من الشجن لدقائق معدودة لكنها تركت فى نفسى عظيم الأثر .. فرغم مرور الوقت وانسياب الأحداث والناس وصروف القدر .. لا يزال بعض الناس فى قلوبهم مكان لحنين لا ينتهى لأشياء وجدوا بداخلها اجزاء لا تتجزأ منهم واناس كانوا معهم غير ما كانوه مع العالم اجمع .. فاذا ما تباعدت السبل .. وانتهت الطرق بلا تقاطع .. ظلت ابسط الأشياء المرتبطة بهم لتجعل لهم مكانا خاصا لا يحتمل الشراكة مع اى شىء آخر .. ولا يتنازعه معهم أحد

لحظات قد يتوقف عندها العمر ليتأمل .. اين نحن من كل ما نحب، ومن نحب .. اين هو العمر من حسابات الزمن .. ايحتسب حقا بالأرقام من السنة الأولى وحتى الرحيل الأبدى .. ام يحتسب بتلك اللحظات التى نستشعرها بداخلنا تملؤنا فتعطينا ما يدفعنا للإبتسام .. لحظات للجنون وأخرى للمستحيل تحملنا على أجنحتها بعيدا عن تعقل الممكن، والمحتمل، والموجود .. فنسبح فى فضاء محبب لتلك اللحظات الدافئة .. تأخذنا ثم يعيدنا الى عالمنا عارض مفاجىء كذلك البوق الذى انتزعنى من افكارى فنظرت فى المرآة الأمامية ليطالعنى وجه غاضب لسائق سيارة تقف خلفى ليحثنى على المرور (خلصونا هو احنا فاضيين لدلع البنات) .. وآه يا سيدى الفاضل اينما كنت لو تعلم ان شرودى لم يكن دلع وانما كان لحظة لإستعادة الإنسانة المدفونة بداخلى فى زحام الإنشغال والإهتمامات والأعمال .. لحظة اشتاق لدفئها .. لحظة لا يحتملهاهذا العالم الثلجى


وأقول ان اللحن ذهب بروحى الى حيث لا اريد .. الى حيث يؤلمنى ويداوينى .. يضحكنى ويبكينى .. الى افضل ما كنت يوما واضعف ما كنت .. انساب اللحن ومعه ايامى وأحلامى وحنينى الموجع .. وانسابت خلفه حياتى لا أعرف الى أين



-----------------------------------------------------



كنت أقف فى نهاية اليوم التالى فى مكان ما الى جوار زميل وقد جمعنا حدث .. اخبرنى انه يكره هذا المكان .. فتسائلت لماذا .. قال لأن هنا تزوجت فتاته التى كانت .. سألته ان كان يحبها .. فنظر الى وكأننى معتوهه قائلا بالطبع ومازلت .. سألته لماذا أحبها فأجابنى لأنها أجبرتنى على حبها


أجبرته على حبها ثم رحلت


لماذا يجبرون القلب القاسى على اللين فيحب .. ثم يرحلون؟؟


حكاية تقليدية عادية تتكرر يوميا فى كل الدنيا .. لكنها بالنسبة له حكايته الوحيدة .. تؤلمه .. تؤرقه .. وتنتزع من عينيه بريقها .. حكاية ذهبت معها حلاوة اليوم الجديد المنتظر واستقرت مرارة الصدمة والأمر الواقع .. وشىء آخر .. يبقى الحنين الموجع الذى يتساءل .. ترى أيأتى يوم ليضمدنا فيه آخر يحنو ويحتوى .. ويرانا رائعين فى كل الأحوال حتى ولو بثياب مغبرة غير مهندمة .. آخر يسمع فى اصواتنا كل معنى مختلف ومميز حتى ولو تفوهنا بأغرب العبارات


يبقى التساؤل الذى قد يذهب بالعقل من شدة ترديده .. ايأتى يوم نتوقف فيه عن التذكر .. الحنين .. البحث عن المفقود


-----------------------------------------------------



ها هى لحظة أخرى متشبعة بالشجن .. أصبحت تلك اللحظات تستدعينى فى اى مكان وزمان لتخبرنى انه لم يعد هناك مكان لأسرار .. قد اصبحت روحى بعد صراع مشاعا .. تتالم .. تهتز ولا أدرى أهو اهتزار على نغم الأوتار .. أم ارتعاشات الحنين



الأماكن كلها مشتاقة لك

والعيون اللى انرسم فيها خيالك

والحنين اللى سرى بروحى وجالك

ماهو بس انا حبيبى

الأماكن كلها مشتاقة لك


------------------------------------------------


ان العشق هو التعويض العادل لكل ما فى الحياة من قبح وظلم وغدر .. هو رغيف الخبز الأخير الذى نسد به جوع القلب .. جملة رنانة قرأتها ذات مرة فى صحيفة .. وهى ليست رنانة فقط .. لكنها حقيقة .. وربما لأنها حقيقة خالصة ربما تبدو كزجاج بلورى لامع انتهينا من تنظيفه للتو فأدخل الشمس والورود والطريق الى غرفة كانت مسدلة ستائرها .. ولأنه زجاج فقد اصبحت كل هذه الحقائق مرئية فقط لا محسوسة .. فنحن ربما نستشعر دفء الشمس وحرارتها .. لكننا لا نشتم الرحيق ولا نسمع اصوات الطريق ولا تلامس بشرتنا انسام الهواء .. فنصبح امام لوحة جدارية معلقة فى عيوننا نستشعر دفئها .. لكننا لا نستطيع ان نعيش فيها .. لا تستطيع مكوناتها الزحف الى داخلنا .. ولا نستطيع نحن عبور اسوار اطارها الذهبى .. هذا هو الحنين الذى يبقى خلف الإحساس الحقيقى الضائع .. دفء شمس من لوحة زجاجية براقة .. مصمتة .. بلا حياة


اذا فليودع من يودع .. وليغب من يود الغياب .. ولنبق نحن نجتر نتائج الأخطاء، ونتحمل العواقب، ونرى الحقائق بلا تجميل .. لنبق نحن نحاول ان نندم .. نأمل ان تدب فى اللوحة حياة يولدها منقار عصفور صغير لتغمرنا الحواس كلها بما تشعر .. ونعود فنحيا من جديد



والى حين الأمل .. يبقى الحنين

الاثنين، ١٠ سبتمبر ٢٠٠٧

عندما يهوى القلم





لماذا نكتب .. ولماذا نحتار عندما نريد ان نكتب .. ما الذى نصفه .. وماذا نود ان نقول ولمن؟؟

ما الذى يلح على افكارنا فيصيبنا بصداع نصفى لنلفظه فيجد سبيل فراره من قيد الجسد

كم نعيد فى اذهاننا صياغة الكلمات فنجدها جوفاء بلا معنى

وكم شردنا فانتبهنا فوجدنا اناملنا وقد سطرت خطوطا لم نعرفها حتى رأيناها فاندهشنا اننا نحن من كتبنا تلك الحروف .. اين .. متى .. او كيف .. نحن لا ندرى .. قد وجد القلم طريقا معبدا كان او شائكا فى دواخلنا فاستقله بلا حجز ولا ترتيب مواعيد

تلح على أذهاننا الأفكار والأحلام والأمانى .. فتارة نراها رؤى العين .. وتارة تتلاشى فى غياهب الحيرة والتشتت

ماذا نختار لنكونه .. وهل نكتفى .. وهل نرضى

تعبر عنا الأقلام فى معزوفة شخصية .. تأكل منا فى كل مرة جزءا عزيزا وكأنه ينفصل متحولا الى مداد كلما مر بأعيننا تذكرناه فانتشينا .. ثم تخطينا حاجز عبوره لوهلة ظنناها الشفاء من وخزه لنفيق فيأخذنا انين الحنين لنعيد قراءة انفسنا فيما كتبنا وكأننا نعيد اكتشاف مقبرة اسرار من جديد

ربما نكتب لنجتر الماضى الذى نخشى فقدانه اكثر ما نخشى .. فنصبح لنجد نفوسنا عارية من الماضى والمستقبل تتكسر امام خيوط الحاضر علها تسترها .. لكنها خيوط عنكبوتية تتلألأ فى الضوء كالحرير ثم تتساقط .. فاذا وجدت اوراق الماضى استترنا بها حتى وان متنا بردا

نكتب .. لربما نرى ونسمع مثلما نتكلم

نكتب .. لأنها ربما تكون السبيل الوحيد للأبدية .. فنخلد مع الكلمات اينما كانت واينما كنا

نكتب لنعود فى كل زمان ومكان بنفس الثوب ولكن تلفنا حكايا جديدة .. تبرق فى عيون ساهرة كنا مثلها يوما .. ارقها حرف او حنين

الخميس، ٦ سبتمبر ٢٠٠٧

تاج صريح جدا

التاج ده حدفتهولى مى (بيج جيرل) وانا وعدتها انى ارد بصراحة



ربنا يستر




لو قالولك اختار عصر من عصور مصر علشان تعيش فيه ...تختار اى عصر و فى عهد اى حاكم ؟؟اشمعنى العصر ده؟؟
امممممممم سؤال يحير .. بس اعتقد انى هختار العصر الفرعونى .. فى عهد اى حاكم من العصور المزدهرة .. جايز لأن العصور دى حواليها اسرار وغموض .. وجايز لأنها كانت عصور عفوية فطرية فى جميع نواحيها تقريبا .. وجايز لأن مجرد التفكير فى العصور البعيدة دى يعتبر مغامرة



اول اولويه فى حياتك...عيلتك ...شغلك و لا اصحابك؟؟؟
لو اتسألت السؤال ده من سنة بالظبط كنت هقول شغلى .. لكن النهاردة هقول اول اولوية هى ماما وبابا .. كنت فاهمة ان اى حد لازم يتعب ويتبهدل علشان يعمل من نفسه حاجة كبيرة ومهمة سيرته تهز وكلمته يتعملها حساب وهى دى الطريقة الوحيدة اللى بيها يقدر يغير اوضاع كتير ويحسن ظروف ناس محتاجة التغيير .. وفى عز ده ممكن ينسى اقرب الناس المحتاجين اليه .. ابوه وامه .. هم الأول وبعدين حياتى عموما بقى شغل واصحاب ودنيا



ايه اكتر حاجه بتحبها فى رمضان؟؟؟؟
اولا احساس غريب ومميز لكل شىء .. للناس والهوا و الطريق والشجر .. قبل الأذان بنص ساعة بالظبط ولحد الفطار على الخشاف والنظرة المتضرعة للسما بدعاء يمكن ماكونش فكرت فيه قبل كدة .. واكتر حاجة مميزة لمة العيلة اول يوم رمضان فى البيت الكبير .. وزحمة الشوارع فى آخر لحظة لأننا دايما بنوصل متأخرين والشباب بينزلوا من بيوتهم علشان ينظموا المرور .. لأ جو غييير



اوصف ليا اجمل فطار ممكن تفطره
لو اتلموا كل اللى بحبهم ولاد وبنات .. كبار وصغيرين .. فى يوم واحد على سفرة واحدة مهما كان اللى عليها .. المهم انى ابص فى وش كل واحد فيهم واتملى منه ..



لو انت حاكم على مجموعه من الافراد هتكون عادل؟؟؟ طب هتعمل ايه علشان تتاكد انك حاكم عادل؟؟؟
لو اتحطيت فى موقف المسئولية دى اتمنى على الله انى اكون حاكم عادل لأن العدل اساس الحكم .. ولا ايه؟ .. اما ازاى أتأكد فدا لما يلجأ أى حد عنده مظلمه للحاكم لأنه متأكد انه هيرد مظلمته .. ولما يملك كل واحد من الناس قوت يومه نتيجة عمله .. ولما يظهر نوابغ فى مجالات العلوم والفكر والإبداع .. بحلم مش كدة



اللى بيبوظ الحكام ...نفسهم و لا الشعب و لا الحاشيه المقربه؟؟؟
نفسهم أولا لما بيتغروا بالمنصب .. الكرسى بيغير .. وكل واحد فيهم بيظن انه اله .. اما الشعب اللى يهمه هو حد يشيل همه ولو ماشالش يبقى كتر خيره انه بيوفر رغيف العيش .. الحاشية المقربة لو كان الحاكم حقيقى نضيف وابن ناس فهم كمان هيكونوا كدة .. اما لو العكس فتبى بايظة بايظة



مين اكتر اعلامى مصرى بتحترمه؟؟؟
والله مقدرش احدد .. بس منى الشاذلى رغم انها حيادية زيادة عن اللزوم بس حقيقية فى مشاعرها واسئلتها .. بحسها واحدة فعلا عندها دماغ بتفكر ونفسها تفهم ويمكن تقدر تغير ويمكن لأ .. بس على الأقل اهى بتحاول



قريت ديوان عمر مصطفى صاحب بلوج تجربه " اسباب وجيهه للفرح" عن دار ملامح و لا لسه؟؟لو اه ايه رايك فيه؟؟
بصيت عليه .. بس اشمعنى الديوان ده



لو ممكن تشتغل شغلانه تانيه غير اللى انت بتشتغلها او هتشتغلها كنت تتمنى تبقى ايه؟؟؟
انا مجالى الإقتصاد والبيزنس كمجال اكاديمى .. لكن اتمنى جدا انى اقلب الكتاب دا كله واكون كاتبة .. وكانت ساعات فكرة حالمة جدا كانت بتدق على دماغى .. انى اكون راقصة باليه .. بس طبعا كلنا عارفين انه ماينفعش .. ولا ايه .. وفى ناس كتير عارفانى هتستغرب الفكرة دى .. بس فى رقصات الباليه الكلاسيكى زى بحيرة البجع مثلا بحس فعلا بفن واجسام بتتحرك بالموسيقى تعبر عنها تعبير راقى مش مقزز .. دا غير اننا ربنا من عليا بنعمة الصوت الحلو .. فلو اتزنقت فى فلوس هبقى انزلى شريطين (: .. هو فى اسهل من كدة





تانى بلد تتمنى تعيش فيه بعد مصر ايه؟؟؟
كنت دايما بحلم انى اعيش فى فرنسا فى مدينة من المدن اللى فوق الجبل .. ولما عملت بحث عن التجربة الإنمائية الماليزية عجبتنى قوى البلد دى وفكرت انى ممكن ازورها فى يوم من الأيام





اوصف ليا ترتيبات اجمل فرح ممكن تحضره
بصى .. الوقت يكون قبل المغرب بساعة ونص ساعتين .. المكان واسع كله شجر وياحبذا لو شجر ورد وفاكهة مفتوح منه للسما .. العريس مستنى ومعاه اصحابه بيتابعوا الترتيبات والمعازيم والعروسة بتوصل ومعاها صاحباتها وطبعا والدها ووالدتها .. ترابيزات بمفارش وكراسى بيضا مرصوصة بالطول صف واحد تحت خميلة طبيعية متزينة .. اوبن بوفيه يعنى .. ضحك وحكايات وود وبساطة وقلب مفتوح وبال متهنى .. هيصة وزيطة وحلقة كبيرة تضم كل الأحباب بمزيكا ورقص وتنطيط .. الولاد بس طبعا هم اللى هيرقصوا البنات هيكونوا طلعوا كل الكبت فى الحنة .. وعلى الساعة 12 عند منتصف الليل يهرب العريس بعروسته يروحوا فى اى حتة بقى مالناش دعوة .. يا سلام .. فرح لذيييييذ


بتراعى كلام الناس و القيل و القال؟؟؟ لو اه او لو لا قلى ليه؟؟؟
والله لأنى من الناس اللى بيفكروا فى الحاجة مليون مرة قبل مايعملوها .. فمعتقدش انى براعى كلامهم لأنى براعى قبلهم ربنا وأهلى .. ولأن مافيش اى حال بيرضى الناس .. ولا حاجة هتخليهم يبطلوا يتكلموا لو عايزين يتكلموا وحكاية جحا وحماره ابسط مثال على كلامى .. لكن مافيش شك اننا لازم نراعى المجتمع اللى احنا عايشين فيه .. ونحترم عاداته مادام مابتجورش على حرياتنا الشخصية وبتتوافق مع كلام ربنا وكلام الناس العاقلين

صحيت ملقتش الموبايل و لا الكومبيوتر و لا الكاميرا الديجتال و لقيتنا رجعنا لعصر الحمام الزاجل و الحصنه هتكون سعيد؟؟؟
بصراحة لأ ..انا اتسرق موبايلى شهر كنت حاسة انى معزولة عن البنى آدمين .. احنا اتولدنا فى العصر المتقدم ودقنا طعم السهولة النسبية فى حاجات كتير ودا بيساعد كل واحد فينا على انجاز المهام المطلوبة منه .. واللى كان بيستغرق سنين فى عصر الحمام الزاجل والحصنة .. بقى بيخلص فى ايام فى عصرنا .. فأنا احمد ربنا على نعمة التكنولوجيا .. بس يارب نستخدمها صح .. اما الحمام والحصنة فدول رواية حلوة او فيلم كلاسيكى او هواية تربية او رياضة .. او نتولد فى عصرهم من الأول ساعتها مكانش هيبقى فى ايدينا حيلة واللى يكلمنا عن ايامنا المتطورة دى هنضحك عليه ونحدفه بالطوب


السعاده هى.....؟
ابقى كدابة لو قلت اعرف هى ايه .. بس فى الأول وفى الآخر هى نسبية وبتختلف من شخص لشخص


عندك امل؟؟؟ اسبابك؟؟؟
قال تعالى ( قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ).. وفى موضع تانى ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ).. ربنا مابيحطش حد فى موقف غير وهو سبحانه وتعالى عالم انه هيتحمله .. والأمل ماهو الا صورة من صور رحمة ربنا .. فالآيتين دول اهم اسبابى ان دايما فى احسن


لما بتحب تهرب من كل شىء بتروح فين؟؟؟؟
بلكونة قوضتى لأن ده المكان الوحيد المتاح انى اروحه فى اى وقت وفى اى ساعة


امتى اول مره خدت فيها نفس طويل كده و قلت بينك و بين نفسك " ياااه اظاهر ان انا فعلا كبرت" ؟
كتيييييير .. بس اكتر موقف لما اكون سايقة العربية ويكلمنى عسكرى مرور ويقولى يا مدام .. مع انى مش لابسة دبلة او خاتم حتى فى ايدى الشمال .. وانا طبعا مش متجوزة .. بس انا فى نظر عسكرى المرور .. مدام .. حاجة تكبر .. مع ان شكلى مايبانش عليه


لما بتعمل عمل خيرى بيكون ايه هو دافعك الاول؟؟؟
الأجر والثواب الموعودين بيه الناس اللى بيخدموا المحتاجين .. دا أولا .. بس ثانيا علشان الحبايب .. لأن دى الحالة الوحيدة اللى بحس فيها ان ليا لازمة فى الدنيا .. وبحبنى اوى وانا بعمل حاجة خير


بتشرب سجائر؟؟؟ لو الاجابه اه ايه شعورك لو شفت ست بتشرب سجاير؟؟؟ ليه؟؟؟
انا حقيقى مابشربش سجاير .. ولو شفت ست بتشرب سجاير بحس بالإشمئزاز .. طب الرجالة تشرب وتبوظ الرئتين ويتقصف عمرهم بدرى هم حرين .. لكن الست ليه تبقى صوابعها صفرا وسنانها صفرا .. والله مابينفع اى مبيض اسنان .. وصوتها يخشن . وريحتها تتغير .. ييييييي ليه الفلم دا كله .. اللبانة احسن والله .. السجاير مضرة ضرر بالغ بالصحة ودا كلام علمى .. مش فض مجالس


بتعرف ايدك اليمين من الشمال ازاى؟؟؟؟
والله مابفكرش .. زى مابتيجى والسلام


ايه اكتر آله موسيقيه بتحبها؟؟
اكتر آلة العود .. وتليها فى المعزة التشيلو هى آلة شبه الكمان بس كبيرة بتتسند على الأرض


فى رايك ليه الذوق و النخوه انعدموا؟؟؟؟
علشان الرجالة ماتوا فى حرب 73 .. واللى رجعوا دخلوا مستشفى الأمراض العقلية
اعتقد السبب الأساسى البعد عن ربنا .. واهمال الدين وأخلاقه


ايه الحاجه اللى لو حصلتلك تبقى سعيد اوى؟؟؟
لو فى الدنيا .. ان ربنا يخيب ظنى ويخبطنى بانسان مختلف ومميز وبيفهم .. بدل الناس الغريبة اللى الواحد بيشوفهم دول
ولو فى الآخرة .. لو مت ودخلت الجنة برحمة ربنا


تختار يبقى عندك...ارض زراعيه و لا اجنس عربيات و لا كام عماره و لا فلوس فى البنك؟؟؟؟
كام عمارة .. علشان ابقى بعمل خير فى الناس واسكنهم بدل ما يعدو فى الشارع .. ويدخلى منهم دخل شهرى .. اقدر اعمل بيه اى حاجة مفيدة


البحر و لا النيل؟؟؟
فى مطروح البحر .. فى القاهرة النيل


مركب و لا طياره؟؟؟
مركب


مجنون و لا عاقل؟؟
عاقل .. بس بصراحة اوقات كتير مجنون


تقرى كتاب و لا تتفرج عليه فيلم؟؟؟
اقرا الكتاب


بتمرر التاج لمين؟؟؟
انا غلبانة معرفش ناس كتير بلوجرز .. اللى اعرفهم كلهم مررتلهم مى التاج .. ماعدا د/زيفاجو احمد من بورسعيد .. امررله التاج



ياااااااه اخيرا خلصته
واسمحولى اقولكم بلسان الست فيروز زورونى كل سنة مرة حرام تنسونى بالمرة

الجمعة، ٢٤ أغسطس ٢٠٠٧

الغضب



دورت على كلام لاقيت الكلام مالوش لازمة

الاثنين، ١٣ أغسطس ٢٠٠٧

الطريق الى الله




قل لمن يفهم عنى ما أقول

فصل القول فذا شرح يطول

انت لا تعرف اياك ولا تدرى من انت ولا كيف الوصول


كيف تدرى


من على العرش استوى .. لا تقل كيف استوى كيف النزول


كيف تدلى الله أو كيف يرى فلعمرى ليس ذا الا فضول


هو لا أين ولا كيف له فهو فى كل النواحى لا يزول


جل ذات وصفات وسما وتعالى قدره عما نقول


ابتهال الشيخ/ محمد الهلباوى

الأحد، ١٢ أغسطس ٢٠٠٧

فيروز





بينى وبينك يا ها الليل

فى حب وغنيى

على بابى بتقعد يا ليل

نسهر سوا ليليى



بينى وبينك فى اسرار

وبتعرف أحزانى

ابقى امرقلى عا هيك الدار

وقللو ما ينسانى



خلف البيت العتيق

غافى على الطريق

وغافى حده الزمان

يمكن بكره الحبيب

يمرق مثل الغريب

مايذكر اللى كان



بينى وبينك فى اسرار

وبتعرف احزانى

ابقى امرقلى عا هيك الدار

وقللو ما ينسانى

السبت، ٤ أغسطس ٢٠٠٧

أعيش فى اسمك




تسيرنى سيارتى التى من المفترض أنى أقودها فى طريق ليلى أحفظه عن ظهر قلب لمرورى المتكرر فيه لأنه ببساطة الطريق الى بيتى .. المصابيح الليلية مضاءة توزع نورها البرتقالى فيلمع الطريق الأسفلتى .. الدنيا هادئة رغم ما يترامى الى أسماعى من همهمات بسيطة بين أشخاص ساهرين سائرين أو جألسين فرادى أو مجموعات يتسامرون فينشغلون بأحاديثهم عن حر الصيف .. تتهادى بى سيارتى وانا أحاول أن استرجع آلاف الكلمات التى مررت عليها من قبل فى الكتب ودواوين الشعر والأفلام الروائية و الحكايات .. أستعيد المشاهد الكلاسيكية ، وأحاول أن اعيد إكتشاف العبارات .. فلقد تفنن الأدباء والشعراء منذ قديم الأزل فى وصف دلالات الحب، وتعريف مفاهيمه، وتوضيح أحاسيسه المبهمة .. وإمتلأت كتبهم دموعا وأحزانا بكاءا على أطلال الأحبة، ورثاءا للذكريات .. كتبو حنينا وشوقا، وملأوا الدنيا أنينا ولوعة من الفراق .. ولكنى كلما قرأت كنت لا ألقى العزاء .. فتمر كل الكلمات امام عينى ، وتذهب لا أجد فيها ما يصف ما فى نفسى ، ولا أجد ماينسينى دائى .. لا عندما قرأت لغيرى ولا عندما كتبت أنا عنى .. ليس فى هذا أو ذاك ما قد يخبر عما يعترينى سوى أن ألفظ انى احبه .. ورغم دلالات هذه الكلمة ومعانيها إلا أننى فى معظم الأحيان أظن انها لا تكفى ماتود نفسى أن تفصح عنه


حقيقى ان العالم لا يتوقف عند خسارة أحد شيئا قريبا الى قلبه عزيزا على روحه .. ولم أكن أؤمن من قبل أن بمقدور إنسان .. أى إنسان .. أن يتحكم فى مسار حياة آخر بأى شكل من الأشكال المباحة حتى تحكم هو بالحب فى حياتى .. الحب ذلك الجندى الوحيد القادر على قهر جنود النفس جميعا .. فهو يقهر الغضب .. الطمع .. الأنانية .. ويعلق قلب المحب دائما بالأمل .. الأمل الى المنتهى ، بلا شروط ، وبلا رغبات سوى الأمل المجرد أن يجتمع ومحبوبه يوما .. وإن إستحال الأمل فى هذا العالم فهو يخلق بوجدانه عوالما أخرى ربما يتلاقيا فيها


كم تظاهرت بالنسيان، وتشاغلت بآلاف القصص والمآسى التى تدفع بأصحابها أحيانا الى حافة الهاوية ، وإنهمكت فى مد يد المساعدة لكل من كان .. وأعود الى بيتى فى سويعات يتوقف فيها العالم الدوار فى جنونه أمام سكون وجوده الشجى بروحى ولو للحظات، فأعيش مزيجا يلفنى ولا يفلتنى .. إهتزازات الألم الدفين إزاء ما يتداعى الى من شىء متعلقا به ، ولذة السعادة بكونه موجود فى نفس الدنيا التى انا فيها .. وعندما تلاقينا اللقاء الثانى بعد تهرب وقد جمعنا الحدث والمكان .. رحت أتساءل التساؤل الأزلى الذى يلح على رأسى منذ عرفته .. ترى ماذا أحب فى وهو الرائع الجذاب .. لم أكن أجد فى نفسى جاذبية الأنثى ، والحب بين رجل وإمرأة قائم على أجزاء من مشاعر روحية ، وغريزة أساسية كلها فى مجموعها تجمع الزوج بزوجه .. لكنى لم ألبث أن توقفت عن التساؤل ، ونسيت ملامحى وملامحه .. نسيت أنوثتى ورجولته ، ونسيت قوته وكبريائى .. فكلها أشياء ذابت ، انصهرت فى غربتى وغربته .. لم أعد أتساءل عن أى شىء عام كان او خاص من قبيل أسباب الحب وخلافه .. فقد صدمتنى الحقيقة العارية من كل تملق أو زيف أو مداراه .. أحبه وكفى .. أحبه أنا الغريبة فى خضم الأصدقاء والغرباء .. غريبة لأنى لست كسابق عهدى معه .. كلمات التحية والسلام ، الأخبار العادية .. تعليق هنا وتعليق هناك ..كلها من البساطة بحيث تتشبث بجدار القلب فلا ترحمه صداها الذى لم يعد فى الإمكان .. وتنشق النفس نصفان فلا تدرى أيهما هى .. نفس فرحة لإحساسى بذاتى كونه بداخلى وأمامى فى آن واحد .. ونفس ضائعة روحها معه كون أن حبها وحبه كائنان .. لكن اجتماعهما غير مسموح


لا أحد يسائلنى عن السبب .. تشتتت الأسباب ، وتشتتنا .. قد أقول تمزقنا ولم تزل فينا أرواح سقيمة .. تريد أن تحيا .. ولكن كيف لها ذلك وقد تشبعت بصنوف الحياة ولذائذها فى أيام بمجرد حرف تفوهنا به أو كلمة قيلت أو زفرة حسبنا فيها الخلاص .. بنظرة جمعت الماضى والحاضر والمستقبل يلفهم جميعا ثوب الحرمان .. كيف تحيا فى رداء مزج الأبيض والأسود فى لون باهت أصبح سمتها .. مخلفا وراءه بقايا ثوب مهمل طفت عليه بقع الألوان بغير ترتيب ، متداخلة غير مفهومة وقد غابت عنها ريشة الفنان


كانت أمانى به تلامس السحب .. وتطير نحو الشمس تارة ، والقمر تارة .. ترسم بخيوط الدخان مستقبل لامع وإنجازات كبرى .. ويومض فى السماء بريق عينى المرتحل الى خارج الحدود .. وأصبحت .. فإذا الأمانى كلها تختنق فى عالم محدود ، قوضت الأجنحة وإنطفأ البريق .. تكاسلت جفونى ، وإهتزت الكلم عن مواضعها .. ولا يزال الأصدقاء يتساءلون عمن أغلق الأبواب ، وأضاع الأقفال ومفاتيحها .. يسأل الأصدقاء وفى نفوسهم رأفة بنا ، ويقولون ضمنيا ما جدوى العذاب .. لك أن تحاولى وله أن يحاول .. فلا أجد إلا الصمت يجاوبهم ، وأتراجع انا لأعود فأنشغل من جديد ، وتبتلعنى إنهماكاتى .. وأنا حريصة على حبه مكتملا لا بقايا .. يكمن فى أعماقى سرا وإن كان إطاره معلوم .. فلا شىء يورث إنكسار العين ، والقوة المهزومة إلا حب صادق مكتوم
ملاحظة
انا رفعت البوست ده وانا بسمع ماجدة الرومى فى "مع جريدة" .. وحقيقى المقدمة الموسيقية للأغنية دى حالاتها متعددة ومختلفة جدا ..
إسمعوها

الثلاثاء، ١٠ يوليو ٢٠٠٧

كنزى







الحلوة الشمس بتحكى حكاية صغنتوتة


جاية الشمس تسلى البنت السفروتة


ضحكة وغنواية وحدوتة


جاية تقولهم للكتكوتة


ومعاها سكر .. ولبن مزهر .. وسنة لولى


لعيون حبيبتى اللى يكبرولى


الشمس جيالنا تنادينا


فرحانة بينا .. ومعاها زينة


ترسم قلوب على وش القمر


ينط القمر


يضحك فى السما وينسى نومه


لما تقرب بإيدينها نونو


تحضن حياتى بحب لونه لون الشجر


حبيبتى تكبر .. اكتر واكتر


سنة بسنة


وعمرى ليها


واخاف عليها اكتر انا


بحب فيها .. وادوب عليها


واحضن عنيها .. القى الهنا


الأربعاء، ١٣ يونيو ٢٠٠٧

سكون


أوراق الورد .. العطر .. العمر .. الليل فى صيف هادىء
الليل فى شتاء هادىء

كلها وغيرها أشياء لا يلتفت اليها المرء
إلا وهو يعانى
لهفة وإشتياقا وبعد .. أو قسوة وهجر وجفاء .. فى الحالتين


تتشابه الأعراض .. وتتشابه النتائج .. فالغائب أبدا لا يعود


وعلى المدى لا يزال الوهم متجسدا فى هيئة انسان يطل من بعيد ..


هيئة نعرفها تتشكل جزءا فجزء على طول الطريق .. ودقات نسمعها


فنذكرها لتحكى لنا ذرات التراب حين خطا عما كان .. ونقضى اللحظات


ننتظر .. فلا الهيئة المتجسدة تقترب أو تتلاشى .. ولا الدقات تتضح او


تنتهى .. انما يظل السراب العالق فى نهاية الطريق يمنح الأمل ويأخذه


فى لحظة واحدة .. وتنتهى الدنيا .. ويفنى العالم .. ويظل الطريق على


بعده .. تمتد اليه الكفوف فلا تصل .. تكاد تدنو الأنامل


فيتلاشى .. ويظل العطر مع النسمات يلهو .. ويظل القمر ينتظر ..


والليل هائم بين الأبواب والنوافذ .. ويظل الصيف والشتاء .. ويظل


الوهم بعيدا وليس بعيد .. يدور الكون والوهم فى موضعه فى سكون

الثلاثاء، ٢٩ مايو ٢٠٠٧

الـــــصـبـــارة

ماتت نبتة الصبار فى شرفة تطل على الدنيا
لكنها ماتت وحيدة
ماتت نبتة الصبار فى شرفتى رغم محاولاتى المستميتة لإنعاشها .. لكنه خطأى من الأساس .. نهرتنى أمى عندما علمت انى اشتريتها من المشتل القريب من بيتنا فى يوم استعدادنا للسفر عند خالى لقضاء شهر من الأجازة الصيفية .. كنت أعتقد ان الصبار يتحمل العطش .. لكنى تأخرت عليها .. ساءها ما لقيت منى من اهمال وسوء معاملة، فماتت .. لا أعلم لماذا ذكرتنى تلك الصبارة الصغيرة بحكاية فتاة اعرفها .. احبت شابا رأت فيه من صفات الكمال الكثير .. أفرغت فى هذا الحب كل ما كانت تختزنه طيلة سنوات صباها وشبابها .. وهو قد احبها، ولكن لأنه يحيها تركها .. لأنه لم يكن مستعدا وقتها أن يواجه الدنيا بهذا الحب .. كان ما زال فى بداية الطريق ، بلا جاه ولا مال ولا استعداد لخوض الحياة .. تركها .. وتركها بلا وعد .. لأنه لا يعلم ايضا ماذا يخبىء غدا .. تركها لعلها تجد من هو أفضل منه .. وانقطعت الصلات بينهما .. وظلت هى على حبه رغم غضبها .. وظل هو على حبها رغم قسوة الظروف .. ومرت شهور وسنوات والتقيا من جديد، ولكن للأسف .. كانت الفتاة قد اعتادت على وجوده بقلبها فقط .. كانت قد ارتضت بفرحة حبه ولو كان بعيد .. كانت قد ارتضت بأحلام يقظتها وتركت الأمل .. ووطنت نفسها على استحالة اللقاء .. وقد استقر بنفسها شعور آخر بالرفض .. صارت ترفض ان تكون معه .. اما هو .. فقد كان جادا لكنه اصبح اقسى .. اصلب عودا .. واستقر فى نفسه احساس قديم بالخجل منها .. فلم يعد يستطيع ان يعبر عما بداخله تجاهها ببساطة كما كان من قبل .. تعقدت احاسيسهما .. واحيا البعد جذوة الحب فى قلب كل منهما على حدى .. وأصبح من القوة بحيث يكون من المستحيل ان يتجسد على أرض الواقع فى صورة او اخرى .. صار اكمل من ان يكون .. وافترقا ثانية بعد ان تحلل الخيط الذى كان يربطهما بفعل الزمن .. ابتعدا .. وقد ظنت انها سامحته لأنها موقنة انه يحبها .. لكنها اكتشفت انها لم تستطع ان تسامحه كلية .. لأنه لم يحبها لدرجة العناد .. لم يحبها بالصورة التى ترضى .. وهو .. كان يحبها حقا .. لكنه ظن انها قد تنسى، وتتابع حياتها بصورة طبيعية .. أخطأ حينما ظن انه الوحيد الذى يحب، والذى يجب ان يضحى .. وهو لم يكن بالرجل اللحوح .. كانت كرامته تأبى عليه ان يكرر عرضا مرتين .. فإبتعد لأنه يعلم ايضا انها لا تريده ان ينحنى
.........................................................................................
وانتهت الحكاية قبل ان تبدا .. ومرت عليهما الحياة ولم يعيشاها .. وارتسمت الضحكات على ثغريهما ولم يضحكا .. وظل كل منهما الحاضر الغائب عند الاخر .. ولما سألت ذات مرة استاذا لى بالجامعة وقد كان استاذا لها ايضا عن السبب فى هذا العذاب .. اخبرنى انه لو تأملنا حياة كل منهما منفصلة لوجدنا فى كل منها حكمة لما حدث .. أخبرنى استاذى انه لا أحد قد يخبر عن السبب .. فالناس أقدار .. ولكل امرئ قدر .. وقدريهما مربوطين ارتباط أرواح .. رغما عنهما لا يستطيعان الفكاك منه .. وفى ارتباط كهذا .. تذوب النفس، ويفنى الجسد

الأحد، ١٣ مايو ٢٠٠٧

شىء للذكرى

نشتاق دوما لذاك الرفيق .. لنسمات شغف تقبل الدمعات الخائفات
تمر غافية .. وفى رفق تفيق .. ونظرة لا تفتر .. وقلب لا يغترب ولا يرحل
نشتاق ونشتاق .. ليظل أبدا فى العين البريق
كم أحترمك .. كم أنا معجب بك وبعقلك - إبتسمت لدى سماعها هذه الكلمات التى لطالما سمعتها من كل الناس .. وبدا السرور على وجهها .. لكنها ليست متأكدة من ان الذى بداخلها هو ذاته الذى يبدو على محياها .. قد سئمت كل كلمات التقدير، وكل نظرات الإعجاب والإحترام .. هفت نفسها الحالمة لكلمات اخرى أكثر دفئا، ولنظرات أكثر عمقا .. أرادت شعورا آخر كالذى تستشعره بقلبها إثر سماعها نغمة موسيقى .. او عندما تقع عيناها على كلمة فى كتاب ذات معنى خاص .. كم ذابت روحها فى ذلك الإحساس .. كم كانت مرهفة الحس .. قوية المشاعر .. لكنهم كانوا كما لو قد وضعوا على حواسهم غمامات .. فلا يرون من وجهها سوى ملامحه الجامدة الهادئة .. ولا يرون فى عينيها الا نظرة ساكنة .. ومن صوتها لا يسمعون سوى رنات هادئة واضحة .. ومن كلامها يفهمون سر اتزانها .. انه عقلها، وفكرها ، وأخلاقها .. وأشياء وأشياء، وفى غمرة ذلك يتوه قلبها .. احاسيسها .. تذكروا ان يبثوها آلامهم ونسوا ان يسمعوا شكواها .. ولكأنها ارتضت بذلك فى خضوع .. وأصبح ما فى حياتها لها وحدها .. وأغلقت عليها أبواب نفسها .. لكن قلبها الصبى لم يعد يستطيع ان يكبح جماحها .. انها فتاة فى العقد العشرين .. انها تجتاز اجمل سنوات عمرها بين التقدير والإحترام .. انها مشاع لكل الناس فى افراحهم واتراحهم .. ولم يكن لديها شىء خاص .. ومع كل دفقة شجن وحنين .. تطفر دمعة من عينيها .. تحمل المها .. وتحمل وحدتها .. تحمل املا ان تلتقى كتفا تستطيع ان تتكىء اليه عندما تشتد الأمور .. وعينان تستشعر فيهما امنها ..تريد عمرا جميلا .. شىء يصلح للذكرى .. فقد كان كل ما لديها ذكريات الآخرين
ها هى قد انهت للتو دراستها الجامعية، وبدأت تلك الحياة التى من سماتها الأساسية ان تجتر لحظات الماضى كل على حدى .. تقلبها بين الكفين فلا يخرج منهما شيئا سوى الصمت المطبق، وربما شىء من الندم على موقف او أكثر يثير السخرية، او كلمات لم تكن فى موضعها الصحيح .. او اشخاص لم يكن من الواجب ان تعرفهم .. انها تلك الحياة التى تقف فيها امام نفسك وانت خالى الوفاض .. لا تملك من امسك شيئا الا اليقين انه قد فات .. اما الحاضر .. فهو ساكن متوجس كنبض قلب مترقب .. والغد .. تنظر اليه كما تنظر من نافذة عالية الى أقصى الأفق .. فهناك ترى الشمس ثم ترى القمر ثم تكاد تلمس نجمة متلألئة .. تمد ذراعيك مبتسما فلا تمسك الا حفنة هواء ليس فيها حتى العبير .. وكثيرا ما كانت تتطلع الى السماء .. حينا صامتة تتأمل .. وحينا تفكر فى كلمات علقت فى ذهنها من آخر حوار أجرته .. او كتاب قرأته .. او فيلما شاهدته .. وأحيانا كثيرة كانت تنظر للسماء وتغنى .. وكثيرا ماكانت تنتظر حتى يخلو المنزل عليها فيعلوا صوتها بالغناء، وكأنها تشدو امام حشد من الحضور وكأنها تقف على خشبة مسرح كبير، وضوء واحد مسلط عليها فتعزف بإحساسها انغاما تتهادى مع الكلمات بين شفتيها لتترجم ما يدور بداخلها من تقلبات، وغموض، وحيرة .. ولتبدو فى اكثر النغمات هدوءا رقيقة كحلم وردى .. كصفحة البحر فى سبتمبر
ربما كانت تهفو لنظرة مختلفة واحساس اعمق لأنها تشعر انها مختلفة و انها اعمق مما تبدو .. وربما لأنها تبحث عن السعادة .. رحلة البحث الزلية التى يفرضها كل انسان على نفسه لهثا وراء كلمة لم يستطع القاموس تأكيد معناها .. وربما كانت تبحث عن تلك النظرة وذلك الإحساس لأنه طبيعى ان تبحث، وطبيعى ان تحتاج .. فرغم الإختلاف الذى تظنه فى نفسها .. فهى فى النهاية فرد من جنس البشر .. تبغض وحدة الأعماق، وزيف الصور .. ترنو فى بعض الأحيان الى شىء من الجنون بعد باع طويل من العقل و الحكمة .. سنوات الصبا الثانوية وشبابها بالجامعة، واليام التى تليها كلها اتزان وهدوء .. وشىء من التمرد عندما تقول لا .. لكنها لا المسببة، وليست لأنها تريد ذلك .. تمرد محكوم .. وثورة خلف أسوار الفضيلة .. فاضلة هى .. نعم .. طاهرة النفس والروح والجسد .. لم ترن لعين، او تخضع لكلمة او تنهزم امام دفقات الإحساس .. كان لها عالمها الخاص اخفته بين صفحات دفنتها تحت وسادتها .. فتكتب فى النهار ما يخفيه الليل .. وتكتب فى الليل ما يحار به النهار .. تنسج فى كل نهار حكاية .. وفى كل ليل ذكرى حتى ولو لم تكن لها .. يطول بها السهر، ولا تزال تفكر وتحتار فى امرها فلا يصل بها التفكير لشىء او لأحد
ربما ظنت انها قد تستطيع تغيير الكون .. ولكن من ذا الذى يستطيع التغيير فى شىء غير معروف .. مجهول كل شىء عنه رغم ما يبدو منه .. ورغم القوة فى بعض الأحيان يعود الضعف ليتمكن .. ورغم المحاولات المستميتة لصنع شيئا من لا شئ او لخلق حياة من العدم .. فى خضم تلك المتاهات .. تتألق الحقيقة الوحيدة .. فتدرك ان لكل الناس اقدار، يمشى كل مع قدره حتى يستنفذه .. وتتساءل .. ترى هل استنفذتها اقدارها ام لا يزال هناك اشياء لم تأت بعد .. اشياء كتلك التى تحب .. ان تكون سعيدة .. ان تفترش الأرض هناءة وراحة بال .. لكنها تخشى خطاياها .. تخشى ان الغناء معصية .. تخشى ان الحنين معصية .. تخشى ان العشق رذيلة ما ادناها .. لايرضاها الله ولا يقبلها الناس .. تخشى ان الحلم غرورا يستدرجها .. فيرثيها ثم ينساها .. تخشى انها إن تطلب الغفران إن دق قلبها فلا تدرك يوما نجواها

السبت، ٢١ أبريل ٢٠٠٧

العمر الضال

ساعات .. أقوم الصبح قلبى حزين .. أطل بره الباب ياخدنى الحنين .. اللى اشتريته انباع .. واللى لقيته ضاع
واللى قابلته راح وفات الأنين .. أرجع وأقول .. لسة الطيور بتفن، والنحلايات بتطن، والطفل ضحكه يرن
مع إن مش كل البشر فرحانين



فى يوم ما .. ظننت أننى سأحيا العمر بإحساس واحد أقوى من أن ينتهى أو يضيع .. أخذ منى الظاهر والباطن .. أخذ الإبتسامات، والضحكات، الإيماءات .. ودقات القلب الصاخبة الهادئة .. وارتعاشات الروح امام أحلامه البسيطة الهانئة .. أخذ منى النفس التى كانت فى دروب التيه، فإهتدت اليه ظنا أنه يعرفها .. وكم وددت لو أرسم بأناملى خطوطا تتجاوز المعروف والمسموح بأن نرى دنيانا بعيون خالية من الحزن .. دون ان نفكر فى غدا بكل خوف .. كم وددت أن اتنازل عن طموحاتى بكل سعادة فأصبها لهيبا فى أمنياته ليصبح الرجل الذى أرى .. ما أعظمه ..ما أجمله .. ما أندره


يا الهى .. ان مثل هذا الرجل يعرف كل شىء، ويفكر فى كل شىء .. انى لأقف خجلى بين يديه
وما ان يقول شيئا حتى أقول نعم لكل مايقول .. وما أنا إلا بنت فقيرة جاهلة
ولست افهم أية محاسن يجدها قلبه فى شخصى

قالتها الفتاة فى رواية فاوست .. ولم أدر انى سوف أطل يوما من صفحات حكاية .. فهكذا كنا ثم انتهينا .. لكن العمر لا يستطيع أن يثب فوق الماضى ويمضى .. ضل العمر الطريق وتاه .. وتبقى الحنين التعس ببضع حروف للإعتذار .. فأنا حين استشعرت حبه لم أكن أقصد أن أؤذى قلبه أو قلبى .. إنه الحب الذى لا يهزم .. القاهر لكل نفس تتكبر عليه أو تتشاغل عنه أو تتصنع أنها لا تعرفه .. كان هو الماضى القريب البعيد .. هو الذهاب واستحالة الرجوع .. هو المرة الأولى دائما والتى لاتنسى .. حتى ولو كان السبيل الوحيد هو النسيان .. بالله النسيان



آدى اللى كان .. وآدى القدر .. آدى المصير .. نودع الماضى بحلمه الكبير .. نودع الأفراح .. نودع الأشباح
راح اللى راح معادش فاضل كتير .. ايه العمل دلوقتى يا صديق .. غير اننا عند افتراق الطريق .. نبص قدامنا
على شمس احلامنا .. نلقاها بتشق السحاب الغميق .. أرجع وأقول .. لسة الطيور بتفن .. والنحلايات بتطن .. والطفل ضحكه يرن .. مع ان مش كل البشر فرحانين

الأحد، ١٥ أبريل ٢٠٠٧

عندما نلتقى

لماذا عندما، ولماذا نلتقى .. لأنه بعد انتظار طويل، وإحتباس أنفاس، وترقب .. بعد خيال وأحلام وأمنيات .. تكون "عندما" زفرة الخلاص، إنتظام الدق وتوقف اللهاث .. تكون عندما هى أخيرا وصلنا ونحن مستعدين للذى قد يأتى بعد .. و"نلتقى" فتتلاقى الأجساد والأرواح والأذهان والحواس .. ففى اللقاء تتقابل كل الأشياء، فنلتقى على موعد أو بدونه فتذوب كل الحدود والحواجز .. ونبقى نحن على ما نحن عليه .. "عندما نلتقى" نقرأ، ونرى ، ونسمع .. نهمس ونصرخ .. نذكر وننسى .. نخطىء ونتعلم .. نمشى ونطير ونسبح .. نسافر على مختلف الأبعاد .. ونصبح عندما نلتقى مفصولين فى عالمنا عن العوالم الأخرى .. فننظر لها تارة من السماء وتارة من الأرض .. ونراها مرة بأعين نسر
جارح، ومرة من أعين حمامة بيضاء فتكتمل معالم الأشياء، وتتضح الصور، وتتراكم التفاصيل من قلب الأحداث كى
نرتبها ترتيبا آخر .. ونبدأ فى النهاية من عند ذى بدء
ولأننا دوما نحتاج اللقاء .. ويحتاج كل منا لعقول أرجح من عقله، وأنفاس أدفأ من نفسه، وأرواح أقوى من روحه، ونفوس تتحايل بالفطنة كى تحيا .. رغم الألم .. رغم التعب .. رغم الحزن .. تتحايل ان تحيا سعيدةربما يبحث عن خيوط تقوده للخطوة الجديدة .. إذا فلنلتقى كما نحن .. لنفصح عن أنفسنا وننزع عنها الستار لتبدو كما يجب أن تكون