مين يقول ان اللى فات ولى .. دا كل شىء فات ساب أثر

الاثنين، ٣ يناير ٢٠١١

نقطة عطر


كل شىء تتغير ملامحه و يعود الماء الراكد يستقر و يبق الحجر تلو الحجر فى قاع بعيد، و كل الأيام عاما بعد عام قد لا تتغير فى جوهرها لكنها تتغير .. تتغير الدوائر حولنا و نحن لا نتغير .. نبق أسيرين ذواتنا الطيبة الحنون فى زمن لا يصح فيه الحنان و لا ينبغى فيه الحب.
أخبرته أن يرحل، بل توسلت اليه أن يأخذ أحلامى و مخاوفى و آمالى و آثامى معه و يرحل ليسكن مدينة أخرى و ينسانى، فأنا كنت مدينته، كنت حجرته، كنت أعز أشياءه، كنت الصباح الذى أضاء يوما عينيه .. قد كنت أنا الماضى الذى حضر .. كنت المدينة الملعونة التى حرم سكناها، توسلته أن يرحل و لما رحل .. سكن البحر الثائر، و إنطفأت جذوته، و تماسكت كالغريق الذى نجا من عاصفة مريرة، نجيت و تركت على شاطىء وحيدة، كم تبدو الدنيا مستوحشة كئيبة، قد كنت، و كلمة كنت تحمل الكثير، تحمل الحقيقة، و تحمل الوهم .. تحمل الواقع و الحلم .. تحمل كل الأفكار ...

لماذا ترتاح دائما قلوبنا المتعبة عند فلوب تستطيع ان تنسى التعب ..

فى سنى عمر قصيرة أصبحت أنا ولا أدرى لماذا أنا ..

لماذا هو ذاته نفس التعب .. هو ذاته نفس الألم .. هى ذاتها الأيام تتكرر مستسلمة ..

كلها تساؤلات تساؤلات بلا إجابة .. و قد ظننت أن الدمع جف من تساؤلاتى و حيرتى و إنقباضى .. و للعجب .. لا يزال الدمع جيا يشهد أننى أحيا .. اليوم أحيا، و غدا أحيا عند من؟ فلا يتركنى و لو بإختيارى.