مين يقول ان اللى فات ولى .. دا كل شىء فات ساب أثر

السبت، ٢١ أبريل ٢٠٠٧

العمر الضال

ساعات .. أقوم الصبح قلبى حزين .. أطل بره الباب ياخدنى الحنين .. اللى اشتريته انباع .. واللى لقيته ضاع
واللى قابلته راح وفات الأنين .. أرجع وأقول .. لسة الطيور بتفن، والنحلايات بتطن، والطفل ضحكه يرن
مع إن مش كل البشر فرحانين



فى يوم ما .. ظننت أننى سأحيا العمر بإحساس واحد أقوى من أن ينتهى أو يضيع .. أخذ منى الظاهر والباطن .. أخذ الإبتسامات، والضحكات، الإيماءات .. ودقات القلب الصاخبة الهادئة .. وارتعاشات الروح امام أحلامه البسيطة الهانئة .. أخذ منى النفس التى كانت فى دروب التيه، فإهتدت اليه ظنا أنه يعرفها .. وكم وددت لو أرسم بأناملى خطوطا تتجاوز المعروف والمسموح بأن نرى دنيانا بعيون خالية من الحزن .. دون ان نفكر فى غدا بكل خوف .. كم وددت أن اتنازل عن طموحاتى بكل سعادة فأصبها لهيبا فى أمنياته ليصبح الرجل الذى أرى .. ما أعظمه ..ما أجمله .. ما أندره


يا الهى .. ان مثل هذا الرجل يعرف كل شىء، ويفكر فى كل شىء .. انى لأقف خجلى بين يديه
وما ان يقول شيئا حتى أقول نعم لكل مايقول .. وما أنا إلا بنت فقيرة جاهلة
ولست افهم أية محاسن يجدها قلبه فى شخصى

قالتها الفتاة فى رواية فاوست .. ولم أدر انى سوف أطل يوما من صفحات حكاية .. فهكذا كنا ثم انتهينا .. لكن العمر لا يستطيع أن يثب فوق الماضى ويمضى .. ضل العمر الطريق وتاه .. وتبقى الحنين التعس ببضع حروف للإعتذار .. فأنا حين استشعرت حبه لم أكن أقصد أن أؤذى قلبه أو قلبى .. إنه الحب الذى لا يهزم .. القاهر لكل نفس تتكبر عليه أو تتشاغل عنه أو تتصنع أنها لا تعرفه .. كان هو الماضى القريب البعيد .. هو الذهاب واستحالة الرجوع .. هو المرة الأولى دائما والتى لاتنسى .. حتى ولو كان السبيل الوحيد هو النسيان .. بالله النسيان



آدى اللى كان .. وآدى القدر .. آدى المصير .. نودع الماضى بحلمه الكبير .. نودع الأفراح .. نودع الأشباح
راح اللى راح معادش فاضل كتير .. ايه العمل دلوقتى يا صديق .. غير اننا عند افتراق الطريق .. نبص قدامنا
على شمس احلامنا .. نلقاها بتشق السحاب الغميق .. أرجع وأقول .. لسة الطيور بتفن .. والنحلايات بتطن .. والطفل ضحكه يرن .. مع ان مش كل البشر فرحانين

الأحد، ١٥ أبريل ٢٠٠٧

عندما نلتقى

لماذا عندما، ولماذا نلتقى .. لأنه بعد انتظار طويل، وإحتباس أنفاس، وترقب .. بعد خيال وأحلام وأمنيات .. تكون "عندما" زفرة الخلاص، إنتظام الدق وتوقف اللهاث .. تكون عندما هى أخيرا وصلنا ونحن مستعدين للذى قد يأتى بعد .. و"نلتقى" فتتلاقى الأجساد والأرواح والأذهان والحواس .. ففى اللقاء تتقابل كل الأشياء، فنلتقى على موعد أو بدونه فتذوب كل الحدود والحواجز .. ونبقى نحن على ما نحن عليه .. "عندما نلتقى" نقرأ، ونرى ، ونسمع .. نهمس ونصرخ .. نذكر وننسى .. نخطىء ونتعلم .. نمشى ونطير ونسبح .. نسافر على مختلف الأبعاد .. ونصبح عندما نلتقى مفصولين فى عالمنا عن العوالم الأخرى .. فننظر لها تارة من السماء وتارة من الأرض .. ونراها مرة بأعين نسر
جارح، ومرة من أعين حمامة بيضاء فتكتمل معالم الأشياء، وتتضح الصور، وتتراكم التفاصيل من قلب الأحداث كى
نرتبها ترتيبا آخر .. ونبدأ فى النهاية من عند ذى بدء
ولأننا دوما نحتاج اللقاء .. ويحتاج كل منا لعقول أرجح من عقله، وأنفاس أدفأ من نفسه، وأرواح أقوى من روحه، ونفوس تتحايل بالفطنة كى تحيا .. رغم الألم .. رغم التعب .. رغم الحزن .. تتحايل ان تحيا سعيدةربما يبحث عن خيوط تقوده للخطوة الجديدة .. إذا فلنلتقى كما نحن .. لنفصح عن أنفسنا وننزع عنها الستار لتبدو كما يجب أن تكون