تأتى بعض اللحظات بغتة بلا تنبيه ولا توقع .. فتغير الإستعداد الشخصى لإستقبال الأشخاص والأحداث .. وتغير الجو المحيط بالمرء فتتلون الهالة التى تحيطه بلون غير اللون .. ومن هذه اللحظات تلك التى قضيتها منذ يومين فى سيارتى عندما كنت متوجهة من بيتى الى الجامعة .. فبينما كانت اناملى تعبث بمفاتيح الراديو علها تعثر على شىء استطيع سماعه يخفف عنى قيظ الظهيرة .. عانقت الكلمات اسماعى وذهب اللحن بروحى الى حيث لا اريد
يا أعز و أغلى وأطيب قلب
فسر للعالم معنى الحب
وان شاوروا وقالوا عليك طيب
خليك هنا من قلبى قريب
وكفاية تكون انسان فى زمان
فيه طيبة القلب بتتعيب
يا طيب
حبيتك انا
مع ان الحب اللى جمعنا
مابقاش له مكان زى زمان ابدا ولا معنى
خد قلبى وهات قلبك هاته
يابو قلب حياتى فى دقاته
الحب دا عقد من الياسمين وقلوب العشاق حباته
والحب دا عمر وغيرك مين يقدر يسعدنى بأوقاته
صبح اللى يحب فى ايامنا طيب وكمان على نياته
ايه يعنى يقولوا عليك طيب
بس انت تكون منى قريب
وكفاية تكون انسان فى زمان
فيه طيبة القلب بتتعيب
يا طيب
تغيرت نفسيتى واستقبلت روحى دفقات متتابعات من الشجن لدقائق معدودة لكنها تركت فى نفسى عظيم الأثر .. فرغم مرور الوقت وانسياب الأحداث والناس وصروف القدر .. لا يزال بعض الناس فى قلوبهم مكان لحنين لا ينتهى لأشياء وجدوا بداخلها اجزاء لا تتجزأ منهم واناس كانوا معهم غير ما كانوه مع العالم اجمع .. فاذا ما تباعدت السبل .. وانتهت الطرق بلا تقاطع .. ظلت ابسط الأشياء المرتبطة بهم لتجعل لهم مكانا خاصا لا يحتمل الشراكة مع اى شىء آخر .. ولا يتنازعه معهم أحد
لحظات قد يتوقف عندها العمر ليتأمل .. اين نحن من كل ما نحب، ومن نحب .. اين هو العمر من حسابات الزمن .. ايحتسب حقا بالأرقام من السنة الأولى وحتى الرحيل الأبدى .. ام يحتسب بتلك اللحظات التى نستشعرها بداخلنا تملؤنا فتعطينا ما يدفعنا للإبتسام .. لحظات للجنون وأخرى للمستحيل تحملنا على أجنحتها بعيدا عن تعقل الممكن، والمحتمل، والموجود .. فنسبح فى فضاء محبب لتلك اللحظات الدافئة .. تأخذنا ثم يعيدنا الى عالمنا عارض مفاجىء كذلك البوق الذى انتزعنى من افكارى فنظرت فى المرآة الأمامية ليطالعنى وجه غاضب لسائق سيارة تقف خلفى ليحثنى على المرور (خلصونا هو احنا فاضيين لدلع البنات) .. وآه يا سيدى الفاضل اينما كنت لو تعلم ان شرودى لم يكن دلع وانما كان لحظة لإستعادة الإنسانة المدفونة بداخلى فى زحام الإنشغال والإهتمامات والأعمال .. لحظة اشتاق لدفئها .. لحظة لا يحتملهاهذا العالم الثلجى
وأقول ان اللحن ذهب بروحى الى حيث لا اريد .. الى حيث يؤلمنى ويداوينى .. يضحكنى ويبكينى .. الى افضل ما كنت يوما واضعف ما كنت .. انساب اللحن ومعه ايامى وأحلامى وحنينى الموجع .. وانسابت خلفه حياتى لا أعرف الى أين
-----------------------------------------------------
كنت أقف فى نهاية اليوم التالى فى مكان ما الى جوار زميل وقد جمعنا حدث .. اخبرنى انه يكره هذا المكان .. فتسائلت لماذا .. قال لأن هنا تزوجت فتاته التى كانت .. سألته ان كان يحبها .. فنظر الى وكأننى معتوهه قائلا بالطبع ومازلت .. سألته لماذا أحبها فأجابنى لأنها أجبرتنى على حبها
أجبرته على حبها ثم رحلت
لماذا يجبرون القلب القاسى على اللين فيحب .. ثم يرحلون؟؟
حكاية تقليدية عادية تتكرر يوميا فى كل الدنيا .. لكنها بالنسبة له حكايته الوحيدة .. تؤلمه .. تؤرقه .. وتنتزع من عينيه بريقها .. حكاية ذهبت معها حلاوة اليوم الجديد المنتظر واستقرت مرارة الصدمة والأمر الواقع .. وشىء آخر .. يبقى الحنين الموجع الذى يتساءل .. ترى أيأتى يوم ليضمدنا فيه آخر يحنو ويحتوى .. ويرانا رائعين فى كل الأحوال حتى ولو بثياب مغبرة غير مهندمة .. آخر يسمع فى اصواتنا كل معنى مختلف ومميز حتى ولو تفوهنا بأغرب العبارات
يبقى التساؤل الذى قد يذهب بالعقل من شدة ترديده .. ايأتى يوم نتوقف فيه عن التذكر .. الحنين .. البحث عن المفقود
-----------------------------------------------------
ها هى لحظة أخرى متشبعة بالشجن .. أصبحت تلك اللحظات تستدعينى فى اى مكان وزمان لتخبرنى انه لم يعد هناك مكان لأسرار .. قد اصبحت روحى بعد صراع مشاعا .. تتالم .. تهتز ولا أدرى أهو اهتزار على نغم الأوتار .. أم ارتعاشات الحنين
الأماكن كلها مشتاقة لك
والعيون اللى انرسم فيها خيالك
والحنين اللى سرى بروحى وجالك
ماهو بس انا حبيبى
الأماكن كلها مشتاقة لك
------------------------------------------------
ان العشق هو التعويض العادل لكل ما فى الحياة من قبح وظلم وغدر .. هو رغيف الخبز الأخير الذى نسد به جوع القلب .. جملة رنانة قرأتها ذات مرة فى صحيفة .. وهى ليست رنانة فقط .. لكنها حقيقة .. وربما لأنها حقيقة خالصة ربما تبدو كزجاج بلورى لامع انتهينا من تنظيفه للتو فأدخل الشمس والورود والطريق الى غرفة كانت مسدلة ستائرها .. ولأنه زجاج فقد اصبحت كل هذه الحقائق مرئية فقط لا محسوسة .. فنحن ربما نستشعر دفء الشمس وحرارتها .. لكننا لا نشتم الرحيق ولا نسمع اصوات الطريق ولا تلامس بشرتنا انسام الهواء .. فنصبح امام لوحة جدارية معلقة فى عيوننا نستشعر دفئها .. لكننا لا نستطيع ان نعيش فيها .. لا تستطيع مكوناتها الزحف الى داخلنا .. ولا نستطيع نحن عبور اسوار اطارها الذهبى .. هذا هو الحنين الذى يبقى خلف الإحساس الحقيقى الضائع .. دفء شمس من لوحة زجاجية براقة .. مصمتة .. بلا حياة
اذا فليودع من يودع .. وليغب من يود الغياب .. ولنبق نحن نجتر نتائج الأخطاء، ونتحمل العواقب، ونرى الحقائق بلا تجميل .. لنبق نحن نحاول ان نندم .. نأمل ان تدب فى اللوحة حياة يولدها منقار عصفور صغير لتغمرنا الحواس كلها بما تشعر .. ونعود فنحيا من جديد
والى حين الأمل .. يبقى الحنين
هناك ٧ تعليقات:
جين العزيزه
دائما ما نختلف انا و انت على نفس المعنى
نعم يمكننا النسيان " فقط نريد ذلك...نعمل على ذلك"
عزيزتى اليوم بكل ما به من هموم أفضل من الامس
لان اليوم اختار وجوده معنا
اما امس فرحل
big girl
انا وانتى مش مختلفين خالص فى الموضوع ده
بالعكس .. انا مؤمنة ان كل حكاية او موقف بيعدى ويبقى ماضى خلاص بيبقى ماضى .. بنعدى عليها ونمشى .. بنخرج منها ونكمل حياتنا .. لكن اللى بتكلم عليه هنا هو اللى بعد كدة
بعد الأمس مابيرحل
بيبقى شىء واحد بس .. هو اللى احنا بنحسه مع الذكريات .. هو طعمها .. الحنين
ودا فى حياة اى انسان .. حنين لأشياء قريبة وعزيزة .. او متعبة ومؤلمة .. كانت وخدت جزء مننا .. وراحت
بيبقى شىء واحد بس .. هو اللى احنا بنحسه مع الذكريات .. هو طعمها .. الحنين
ودا فى حياة اى انسان .. حنين لأشياء قريبة وعزيزة .. او متعبة ومؤلمة .. كانت وخدت جزء مننا .. وراحت كانت وخدت جزء مننا .. وراحتكانت وخدت جزء مننا .. وراحت
تفتكرى؟ فجأة؟ ممكن؟
غير معرف
كانت وخدت جزء مننا .. وراحت
انت اكدت كتير على الجملة دى .. وسألتنى
تفتكرى؟ فجأة؟ ممكن؟
افتكر اه .. ممكن اه .. فجأة لأ
الأشياء العزيزة والغالية والمؤلمة فى وقت واحد ممكن تختفى من حياتنا فجأة .. والحنين اليها مكن بردو ينتهى .. لكن بعد وقت طويل ومعاناه اطول .. والحاجة الحلوة الوحيدة فى الموضوع ده .. ان الشفاء ساعتها بيكون شفاء ابدى وازلى .. لأنه زى العملية الجراحية اللى بتقضى على مرض خطير ممكن يهدد حياة الانسان .. صحيح عملية بتقتطع جزء من روحه .. لكن بتديه فرصه انه يبدأ من جديد
اشكرك على زيارتك وتعليقك .. رغم انك معرفتش بنفسك
يا جبل اللى بعيد اسمى
أنا مرض يرجى الشفاء منه
أنا داء عضال أهنىء كل من برىء من سقمه
رغم المرارة والغصة اللى فى الحلق لن أؤيد ما قلتيه فى ردك ولكن فقط أحييكى على الانتصار الباهر الذى حققتيه متمنيا لك كل التوفيق
واحد فاشل
لأنه زى العملية الجراحية اللى بتقضى على مرض خطير ممكن يهدد حياة الانسان
yaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaah!!!!
wish u can share here how u managed to do so despite everything
kelmet sharaf: hasa3ed el 3amaleyya enaha tenga7..........aslan heyya neg7et khalas men zaman
u can delete this post if u like
أعتقد انى وضحت وجهة نظرى
الحياة لازم تستمر وهتستمر سواء رضينا او ابينا
فتستمر حياتنا بالشكل اللى نحب انها تكون عليه
إرسال تعليق