مين يقول ان اللى فات ولى .. دا كل شىء فات ساب أثر

الجمعة، ٩ يناير ٢٠٠٩

صدفة



لماذا لم تعد تحبنى أبدا بما يكفى كى تخلق لى عالما مماثلا فى شىء واحد مما قد ابدعت لك

غريبة ايامى تلك التى تعدو متلاحقة لا اسنطيع اللحاق بها ابدا .. فى العادة أعرفها جيدا فلا تفر منى الى طريق لا أبغيه .. إنما تغيرت طبيعة الأمور قليلا منذ رحل .. لم أساله الرحيل، كما لم اسأله ان ياتى .. ولكنه أتى .. وقد كان كل ما على فعله هو أن استقبله بكل شوق الدنيا وما فيها من أمنيات حالمة هانئة سعيدة .. إلتقيته بكل ما تعنى الكلمة من معنى " صدفة " .. صدفة مقدرة بكل ما فيها .. وكان رحيله صدفة .. وبعد أعوام من محاولات الشفاء منه .. ثار الحنين اليه مرة أخرى صدفة .. فى نفس الشهر .. فى نفس الظروف لكن الفرق أنى التقيته هذه المرة صورة صماء لم اعرف انها على حاسوبى .. لكنها لم تكن ابدا صماء فى عينى .. بها تداعى كل ما كان وكأنه لم يمر زمان عليه.

إنه ينظر الى تلك النظرة التى اعرفها جيدا .. بعينيه الهادئتين العميقتين اللتان تصورت يوما زيف حبهما .. هذا الوجه الذى علق بحياتى .. لا إمتلكها ولا أعتقها .. أتراك يا صاحبها السبب فى وحدتى رغم زخم الناس .. رغم امتلاء ايامى بصنوف الأشياء .. رغم العمل والأهل والأصحاب .. تراك وحدتى التى لا أعرف لها معنى .. تراك الحزن الشجى القابع فى عينى لا يفارقها .. تراك لازلت فى نفسى كما انت، وكبريائى يرفض واقعك، ويحاول أن يقسو وينسى.

فى عالمنا هذا .. يظن كل الناس ان الحب بين رجل وامرأة يعنى إبتذالهما .. فهم لا يصدقون اننا ما تلامسنا ولا حتى للسلام .. يظنون فتاة مثلى تهزأ بهم حين يقهرها حزنها يوما وتحكى عنك فتخبر أن قصتها لم تزد عن اعتراف فى ليلة بلا قمر برغبتك فى أن تكمل معها المشوار الطويل .. قصة لم تتعد الوعد بالمستطاع والأمل فى القليل .. لا يصدقون عندما اقسم بطهارتى وطهارتك، يظنون أنها قصة عادية مباح فيها كل شىء بإسم الحب .. ربما لهذا أخجل أن أذكرك لأننى وحدى أعلم أننى وحدى أذكر وأننى وحدى أصدق ألا كلمة قلناها او نظرة نظرناها قد تسىء لى أو لك .. لكنهم الناس، أى حب يتداخل لديهم بشىء آخر .. حتى أنه لو وصل سمعى عنك خبر أو عنك سئلت .. أجبت قد كان هنا منذ زمن ورحل .. شخص أعتقد أنه لطيف مهذب .. لكنى حقا لا أعرفه .. أنا !! .. لا أعرفه !!

تضغط أيامى بطولها على إحساسى بك، ويبقى الذين يعرفون عنا يدركون الفرق بين نسيانى ونسيانك .. فأنت قد نسيت وانا للأسف تناسيت ..

لن أتهم نفسى مجددا بالحمق .. فكم لمتها وكم نهرتها وكم عذبتها بأن كان المفروض والمفروض والمفروض .. ولن أواسى نفسى وأشعرها أنها مظلومة مقهورة .. إنما سأضعها فى خضم الحقيقة وأتركها لتشتد وتقوى .. ورغم أننى أعرفها وهى تواجه اى شىء يخصه، والحقيقة هى حقيقته وحقيقتها .. ترى ماذا عليه ان يفعل أكثر كى تهدأ نفسى وتنساه .. نفسى التى استعذبت حتى إنهيارها فى إنتظاره حتى بعد ان انتهت كل آمال الإنتظار .. نفسى التى تشتد وتقوى تكذب وتحتال لتظل فى نظر الكل لا تأبه ولا تبالى .. نفسى التى تعبت من كونه بعيد المنال .. التى تعبت من نكرانها دخوله اليها فى يوم ما، وأعلم عنها أنها ستظل تنكر وتنكر بغير وعى يتسع لمعنى النكران .. برغم سيرته التى تأتيها من حيث لا تدرى .. برغم ذكرياتها .. وبرغم صورته التى طلت فجأة .. صدفة مقدرة .. ربما كعادة صاحبها التى كانت، لتنقذ هذه النفس من غرق تغرقه فى تيهها وغربتها فى عالمها الوحيد الذى تعرفه .. وربما طلت لتعيد اليها ذكرى إحساس ذكرها بأنها إمرأة لا يستحيل عليها الحب لأنها يوما أحبت، وربما لسبب أكثر تفاؤلا .. لتدفعها لبداية جديدة لتدرأ بها جراح ما كان .. لكنها فى كل الأحوال صدفة مقدرة مؤلمة .. أضافت الى اضطرابات هذه النفس الكثير .. ذكرتنى بالتى كنت عليها يوما .. ذكرتنى بذلك الطير الذى علا وهام فى ضياء الشمس ودفئها .. فلما إقترب أكثر منها أحرقت ريشه الفضى ولم يكن يظن فيها فسوتها، فإنتهى سقوطه معلقا بشوكة شجر الشوك يئن حنينا لتلك الحرية .. لتلك النغمة التى تعلمها ورددها .. إحترق ريشه الفضى، وصار متعلقا بقلبه فى شوكة شجر الشوك يحن لتلك الصدفة التى افتقدها وهو لا يدرى .. يحن ولم يعد مهتما أن يفهم.

هناك ٤ تعليقات:

فـــر يـــــدة يقول...

لو أقل لك ، كم فى كلماتك ..منـ ، فقط لأقل واقع الحال
أنا لا أبحث فى كلماتك عن ضمادة فى مكان ما
تلك الجروح ، ذلك الشوك ..عالق بنا أكثر مما يلزم على ما أظن
لا تغيبى كثيرا جين ، الحزن يحب الوحدة و الوحدة دون ونيس الكلمات ..قاتلة

مودتى سيدتى

غير معرف يقول...

ليت النسيان ياتى بلحظة
كما تاتى الذكرى
فما كانت لتعرف العين الدمع لحظة
وما انشق القلب من شدة الاحزن والاسى ..
واذا نسى؟؟؟؟
ذكرته العين فى لحظة..........

jeen يقول...

فريدة

الكلمات فى واقعها تعبير عن إحساس .. من الممكن كتابة الكلمات على مدى شهور وفى بعض الأحيان تكتب فى لحظة

ما السبب .. وما هى الدوافع للكتابة والدوافع للصمت

حقيقى معرفش .. لكن الحزن بالتأكيد بقى متلازم الى حد ما فى حياتنا لأسباب كتير

سعيدة بمرورك جدا يا فريدة .. وان شاء الله موضوع الغياب ده يقل

اتمنى

jeen يقول...

غير معرف

انا معرفش انت او انتى مين

لكن اشهدلك بالحكمة فى إختيار الرد

لكن اللى يدى للذكرى حياة انه يكون فى امتداد لها .. وفى حالة قطع الطرق لإمتدادها تصبح ذكرى ميتة .. بيرميها القلب فى ماضى بعيد علشان يدور على حاضر اصدق

تحياتى ليك او ليكى