طريق طويل على من يمشيه أن يؤمن بالمستحيل
إتفقنا على أن نفترق .. ودعنا أمانينا وتعاهدنا على نقض عهودنا الأولى بلا شروط جزائية مفروضة من كلينا اللهم إلا النسيان .. فرضناه على روحينا فى سبيل العيش بضمائر غير مذنبة فى حقينا، وقلوب خالية من الألم تتذكر ما فات وكأنه حلم مر بالبال وراح فرض كل منا على نفسه وعلى الآخر أن ينسى، ونسينا فى خضم معركة النسيان أنه سلاح غير مطوع ليدينا .. لعبنا بنار البعد فإحترقنا وبات رمادنا يتناثر كل حين بما حاولنا ان ننسى .. رماد فاح عبيره على البعد بعد أن تناءينا
...... هو طريق طويل على من يمشيه أن يؤمن بالمستحيل، وأن يرتدى عباءة الفضيلة والغواية فى آن واحد .. ويهتدى فى سبيله الى النجوم بشعاع من ضوء القمر فى معظم الأحوال يخاطر بأن يتكشف له على حقيقته كشعاع وهمى .. ولكن لأنه الحب .. يمضى السائر فى طريقه وهو قانع ان هذا الشعاع هو القضيب الحديدى لقطار العمر الذى لقيه أخيرا على حين غرة ليأخذه الى العالم الآخر .. عالمه الوحيد
عندما نظرت الى تلك الخطوط الرقيقة المشدودة تحت هذه السطور .. تخيلت أناملها وهى تحتضن الكتاب، وعينيها تقبلان كلماته فتتوقف عند هذه السطور وتعلمها بالذات .. وتذكرت اليوم الذى جاءتنى فيه بإبتسامتها الواثقة البطيئة تطل من عينيها ثم تستكين على شفتيها فى هدوء وهى تخبرنى أنها قرأت هذا الكتاب، ولى منها فيه بضع كلمات .. كان ذلك منذ عام .. لم تكن تحسن التعبير أمامى عن نفسها رغم انها روح معبرة .. لكنها أمامى كانت تصمت وأحاول أنا أن استشف من عينيها معنى الصمت .. ففى عينيها كانت تنهار كل حوائط الكبرياء .. حتى كان هذا الكتاب .. عندما أعطتنى اياه وشفتاها تقولان إقرأه فى متعة فإنه هدية صديقة كانت عيناها تقولان أرجوك إفهمنى فيه .. أحببتها من عينيها .. من صمتها .. من رقتها اللامتناهية .. من صمتها المحير المنتظر .. من خوفها المترقب لكل شىء محتمل .. لكنى للأسف لا أؤمن بالمستحيل .. ولا أعرف عن القمر سوى وجه قبيح نراه ان إقتربنا منه ولامست أقدامنا سطحه .. ولا أعرف عن النجوم سوى أنها كواكب صماء صغيرة مهجورة .. ليس عليها حياة لا ماء ولا يابس .. ولما قرأت الكلمات المخططة إنتبهت، وتبينت حقيقتى وحقيقتها .. تبينت اننا لم نكن يوما أصدقاء .. أحببتها .. وأحببت فيها ومعها حياتى .. رغم أنى لا أؤمن أنه من الممكن أن يصير الإنسان يوما رماد وهو حى يتنفس .. وهى على رقتها المعهودة تطمئننى .. فالدنيا لديها ابسط بكثير من أن تورثنا الهلع .. وجدت فيها ما أبحث عنه .. لكنى لا أحب القطارات ولا القضبان، وأخاف السفر .. وهى مسافرة دائمة لا تكاد تستقر .. فراشة تتنقل بين الأزهار طليقة حرة .. طير متمرد لا يستهويه قفص .. ولأنى لا أؤمن بالمستحيل ولأنها فى حد ذاتها درب من المستحيل .. لم أؤمن بنفسى فيها، ولم أجزم بالبديهيات التى تحتويها .. صدق وود خالص .. تلك الرقيقة خطت فى كتاب الرماد تحت سطور من نفسها المتمنية الحب المتأهبة لطريقه الشائك رسالة فهمتها لكنى لم أؤمن بها .. خوفى أن أفقد دفأها فى حياتى ، وأنانيتى فى إمتلاكها جعلتنى أريدها .. لكننى لم أؤمن بها ففقدتها، وآثرت بقائها صديقة ..ظننت أنها بصداقتها دائمة الوجود فى عمرى بلا خوف أو شد أو جذب .. مهما تفرقنا ستبقى ركنا قائما أرتكن اليه كما كنا قبل أن نكون .. لكنها إنطفأت، وتظاهرت أنا بالإشراق .. كذبت وتركتها ترحل .. وأنكرت شفتاها الحزن وصدقت عليه عيناها .. وإستولانى الذنب فما عدت أستطيع التطلع اليها لأطمئن لأنى كنت أرى ذنبى وخسارتى الفادحة
حياتى لازالت هى حياتى .. تمضى لكنها ليست كما هى .. وها أنا بعد عام صدفة عثرت على الكتاب .. صدقت كلماتها .. صدقت رقتها .. وصدق إحساسها .. فأنا وهى صرنا رماد رغم إبتساماتنا الرائعة الواثقة .. لأننا وحدنا اشتممنا رائحة الحريق
هناك ٦ تعليقات:
صورة رائعة جدا رغم الغموض الا انها اعجبتنى بحق
مع تحياتى
سعيدة انه رغم غموضها عجبتك .. بس هى مش غامضة .. قد ما انها ذكريات مموهة بتفاصيل مش كاملة
اول محاولة انى اتكلم بلسان رجل
حقيقية قوى و مليانة كلام بين السطور
عارفة لما تتشدى لبعيييد
اهو ده اللى حصللى
بجد حلوة
saydalanya mat7oona
جميل وصفك دا قوى .. لما تتشدى لبعييييد ..
بعض أمنياتى لما بكتب .. انى اصور الحياة اللى نروح معاها لبعيد ولو للحظات ونتخيلنا عايشين جواها .. بدل حياتنا اللى احنا مش عارفين نعيشها حقيقى وواخدين فيها مقعد المتفرج .. بنتفرج على نفسنا واحنا عايشين .. لكننا احنا نفسنا مش عايشين
حبطة لخبطة بس اتمنى تكونى فاهمانى
بنتفرج على نفسنا واحنا عايشين .. لكننا احنا نفسنا مش عايشين
...عندك حق
اللى انتى حكيتيه و قلتيه مش لخبطة خالص
الحلو فيه انك هتفهمه غصب عنك حتى لو مش عايز...كلام يدخل العقل والقلب
sydalanya mat7oona
واضح اننا فى الهوا سوا .. اتمنى ندخل جوا شاشة السينما بقى ونبقى أبطال وناخد آكشن بدل ما دايما بنتفرج على روحنا .. اييييييييه ربنا يقويينا
إرسال تعليق